اعتبر رئيس الدائرة السياسية السابق في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي ان قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس عدم الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة هو مناورة سياسية تهدف للضغط على الأمريكيين والاسرائيليين فيما رأت فصائل وأحزاب فلسطينية في الخطوة خسارة وطنية جسيمة داعية محمود عباس الى العدول عن قراره. وقال أبو اللطف الليلة قبل الماضية انه يرفض ترشيح نفسه لخلافة الرئيس الفلسطيني لأنه يأبى الحصول على منصب أفرزه اتفاق «أوسلو». وأوضح ان عباس يريد من وراء هذه الخطوة توجيه رسالة للإدارة الأمريكية بأنه يريد إخلاء الساحة الفلسطينية وذلك كوسيلة ضغط على الأمريكيين والأوروبيين والاسرائيليين. وأضاف ابو اللطف أنها ليست المرة الاولى التي يقوم بها محمود عباس بالتهديد بالاستقالة مشيرا الى انه وكما فعل عندما كان رئيسا للوزراء في عهد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات فإن عباس سيعدل في نهاية المطاف عن قراره مرة أخرى. استعطاف بدورها وصفت حركة «حماس» و«الجهاد الاسلامي» القرار بأنه محاولة استعطاف الولاياتالمتحدة وتل أبيب من السلطة الفلسطينية. وقال المتحدث باسم «الجهاد» داوود شهاب ان تلويح عباس بعدم الترشح للانتخابات القادمة لن يحقق لأبي مازن شيئا فالأمريكان والصهاينة لن يتعاطفوا معه. وذكر شهاب ان عدم ترشح ابو مازن امر طبيعي لأن خياراته وبرامجه باءت بالفشل، متابعا ان المنطقة مقبلة على حرب ضروس وعباس يبدو كمن يجهل هذه المسألة. من جهتها أكدت حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية «حماس» ان تلويح أبو مازن بعدم رغبته الترشح لولاية رئاسية جديدة شأن فتحاوي داخلي. وأشار الناطق باسم «حماس» سامي أبو زهري الى ان الاجراء هو بمثابة «رسالة عتاب» من عباس لأصدقائه الأمريكيين والاسرائيليين. ودعا أبو زهري محمود عباس الى العودة للشعب الفلسطيني ومصارحته بعدم جدوى خيار التسوية وإعادة الاعتبار لمشروع المقاومة ووقف الاعتقالات السياسية، على حد رأيه. عباس أو لا أحد في المقابل، عبّرت منظمة التحرير الفلسطينية على لسان أمين سرّ لجنتها التنفيذية ياسر عبد ربه عن تبرمها من عدول الرئيس الفلسطيني عن الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة. وشدد عبد ربه على ان المنظمة ستجدد ثقتها في شخص الرئيس «أبو مازن». من جانبه، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» نبيل شعث ان «فتح» متمسكة بعباس وتدعم مواقفه السياسية موضحا ان الوضع السياسي بات صعبا في ظل استمرار اسرائيل في الاستيطان وتنامي عدد المستوطنين في الضفة الغربية. وفي نفس السياق، ذكر بيان للرئاسة الفلسطينية ان عباس تلقى اتصالا هاتفيا من الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عبّر فيه عن دعمه لعباس وطالبه بالعدول عن قراره بعدم رغبته بترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة. كما تلقى عباس اتصالا هاتفيا من المنسق الأعلى لسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا بحثا خلاله آخر التطوّرات السلمية التي تمثل سبب قرار عباس الأخير. أما في واشنطن فقد أعلن البيت الابيض عن مواصلة العمل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بغضّ النظر عن المنصب الذي يشغله. من جانبه، قال الكيان الصهيوني ان الخطوة الجديدة شأن داخلي فلسطيني لن تتدخل حياله اسرائيل، بيد انه اعترف بمصلحة تل ابيب وواشنطن بأن تنشأ في السلطة الفلسطينية قيادة مستقرة ومسؤولة وبراغماتية ومعتدلة، على حد وصفه.