أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية «حماس» خالد مشعل على فشل مسار التسوية الفلسطينية الاسرائيلية واحتضار مشروع السلام في الشرق الأوسط داعيا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى تبني خيار المقاومة الشعبية وسط اتفاق سياسي فلسطيني على خطورة الوضع المتأزم وانسداد أفق عملية التفاوض. وحثّ خالد مشعل رئيس السلطة الفلسطينية على الاعلان عن تجميد مشروع التسوية الراهن وتعليقه فترة من الزمن اضافة الى تحميل اسرائيل والادارة الأمريكية واللجنة الرباعية مسؤولية فشل مسار التسوية. خيارات بديلة واعتبر مشعل ان على السلطة تبني خيارات بديلة عن التفاوض عبر الجهاد والمقاومة وحرية العمل الشعبي بكل أصنافه. وأضاف في هذا السياق ان «الشجاعة توجب علينا نحن قيادات الشعب الفلسطيني ان نصارح شعبنا حول حقيقة التسوية». وحول قرار أبي مازن عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة رأى القائد الحمساوي ان التلويح بالاستقالة او عدم الترشح لن تفضي الى احراج الاطراف الاقليمية والدولية ذلك انهم لا يملكون مشاعر أصلا. من جهته طالب الأمين العام «للجهاد الاسلامي» رمضان شلّح أبا مازن بأن يلقي مشروع التسوية في وجه أمريكا وإسرائيل معتبرا ان ليس المهم ان ينجو المرء بنفسه ولكن المهم ان يوفّر لشعبه وقضيته سبل النجاح التي تتمثل في الاعتراف الواضح بفشل خيار التسوية ووصوله الى طريق مسدودة. ولاحظ شلّح ان اعلان أبي مازن التنحي عن رئاسة السلطة يتضمن دلالات كثيرة من اهمها اعتراف صريح بأن التسوية وصلت الى طريق مسدودة ولن تنشئ دولة فلسطينية. نكسة السلام بدوره اتهم القيادي الفتحاوي نبيل عمرو اسرائيل والولايات المتحدة بتعريض مسار التسوية لانتكاسات كبيرة. ونقلت صحيفة «القدس العربي» عن نبيل عمرو قوله ان المشكلة التي تواجهها المنطقة ليست ترشيح الرئيس الفلسطيني محمود عباس لرئاسة السلطة ام لا، بل انها تتجسد في تعرّض مشروع التسوية في المنطقة لانتكاسات كبيرة جراء التعنت الاسرائيلي والتراجع الامريكي. ورجّح ان تشهد الساحة الفلسطينية تغيرات بسبب هذه الانتكاسات المتعددة منوّها بأنه لا يمكن لأحد «مهما كان» ان ينقذ الوضع الفلسطيني إذا لم يكن هناك تحرك جدي من المجتمع الدولي لدعم عملية السلام وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي. واعتبر المتحدث نفسه ان اعتماد اي نهج آخر غير السلام لا يحتاج الى الانتخابات او حكومة وسلطة. وتتوافق تصريحات نبيل عمرو مع تأكيدات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات ان استمرار السياسة الصهيونية التوسعية يشكل تدميرا لخيار الدولتين ولا يترك مجالا سوى للدولة الواحدة. وأبرز عريقات ان اللجنة الرباعية عاجزة عن إلزام اسرائيل بوقف النشاط الاستيطاني وتنفيذ اي من الالتزامات المترتبة عنها في «خارطة الطريق» الأمر الذي يوجه ضربة قوية الى الجهود المبذولة لإطلاق عملية السلام. وتمرّ عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية بأزمة خانقة قد تأتي عليها برمتها وتقوّض كافة أسسها بسبب التعنت الصهيوني ورفضه حتى تجميد الاستيطان.