لا يزال مسلسل انتقالات المدربين واستقالاتهم متواصلا، فقد عرفت تسع جولات من البطولة الوطنية انسحاب تسعة مدربين وتخليهم عن أداء مهامهم في صلب فرقهم. ظاهرة لم يتغافل عنها نادي الاعلام الرياضي، وببادرة من الأستاذ المشرف على هذه الورشة الصادق التواتي تمت عشية الاربعاء استضافة كل من المدرب الأسبق لترجي جرجيس جلال القادري ومدرب نادي حمام الأنف المقال فتحي العبيدي ليؤثثا معنا أمسية رياضية إعلامية كان من المقرر ان يشاركنا فيها أيضا مدرب النجم الرياضي الساحلي سابقا لطفي رحيم ومساعده قيس الغضبان إلا أنهما اعتذرا في آخر لحظة عن القدوم تجنبا لبعض التأويلات وردود الأفعال التي قد تنتج عن تصريحاتهما خصوصا خلال هذه الفترة الحساسة التي يمرّ بها النجم. إن المتمعن في مسيرة المدرب جلال القادري سيجد حتما ممرنا كفءا متحصلا على الدرجة الثالثة من التدريب، فهو صاحب العشر سنوات من التدريب بدءا بجمعية جربة فقوافل قفصة، ومن ثم مستقبل القصرين وقابس وجندوبة الرياضية وصولا الى ترجي جرجيس مرورا بتولي مهام إدارية وفنية. وليس ببعيد عن هذا المشوار الحافل، تألق المدرب فتحي العبيدي الذي شغل خطة مدير فني ثم مساعد مدرب ليتسلم فيما بعد مقاليد تدريب نادي حمام الانف. ومن هنا استهلّ ضيفانا هذا اللقاء ليبرزا الأسباب الحقيقية المؤدية الى استقالة أحدهما وإقالة الآخر. القادري: مقتنع بمغادرة جرجيس أكد جلال القادري ان تخليه عن تدريب ترجي جرجيس منذ نوفمبر الماضي بادر عن قناعة شخصية مبيّنا انه لا يشكك مطلقا في قدرات المدرب الذي خلفه عزالدين آيت جودي الذي يتمتع على حد تعبيره بمسيرة رياضية زاخرة. وأشار في نفس الخصوص الى تباين أهداف الجمعية وغاياتها الأساسية في تلك الفترة، حتى أنه اعتبر مسألة امتلاك زاد بشري هام وموارد مالية وافرة وآليات كفيلة بنجاح الفريق وتميّزه قد لا يرنو من الأهداف المرجوة والمرسومة سلفا، وسط ما عبّر عنه بجو عام تسوده خلافات من نوع آخر، مردّها عديد الضغوطات الخارجية تمارسها أطراف دخيلة، فرضت نسها بطرق عشوائية وغير شرعية ومنحت نفسها الحق في احتلال مراكز القرار ضمن الجمعيات والأندية التونسية. العبيدي: علاقتي ببن شويخة لم تتسبب في إقالتي وعلى خط مواز أكد فتحي العبيدي ان علاقته باللاعب أنيس بن شويخة لم تكن سببا في إقالته من صفوف نادي حمام الانف. كما أنكر وجود أية خلافات بينه وبين هذا اللاعب بل قال بالحرف الواحد: «أنا احترم أي لاعب مهما كانت صفته وتربطني بلاعبي حمام الأنف علاقة مدرب بلاعبين لا غير». لقد حظي الحديث عن ظاهرة انتقالات المدربين بالجزء الأوفر من هذه الجلسة الاعلامية، اذ مثلت محل استفسار جلّ الطلبة والحضور بل الموضوع المركزي الذي قام عليه هذا اللقاء. فقد عوّدنا نادي الاعلام الرياضي في كل مرة بتسليط الضوء على إحدى الظواهر التي تمسّ الواقع الرياضي من قريب او بعيد وعلى المساهمة في احتوائها والتطرق الى مختلف جوانبها. وفي سؤال وجّه الى كلا الضيفين متعلق بالمقاييس الفعلية للتدريب في تونس، أجمع المتدخلان انه لا توجد معايير معيّنة وملموسة وإنما هناك أهداف يسمو كل مدرب الى بلوغها وتحقيقها. ومن هذا المنطلق تتحدد غايات أي ناد. كما اقرأ بأن التكوين الاكاديمي لا يحتم ضرورة نجاح مسيرة المدرب . وفي نفس السياق،شدد جلال القادري على أهمية خصخصة الرياضة التونسية حتى تنفتح على آفاق رحبة وتنعتق من كل الشوائب التي لحقت بها. عروض بالجملة فيما يتعلق بالعروض والبرامج المستقبلية التي سيرسمها كل مدرب لنفسه اثر هذه النقلة، فقد تلقى جلال القادري بعض العروض الرسمية من الملعب القابسي والنجم الخلادي وقوافل قفصة، مع تلقيه لأخرى خارجية من نادي الفجيرة الإماراتي كما اقترح عليه تولي خطة مدير فني لدى أحد الأندية العمانية. وفي نفس الباب، تلقى فتحي العبيدي عرضا رسميا من الملعب القابسي، اضافة الى نوادي الدرجة الثانية الاماراتية على غرار نادي عجمان. الاعلام التونسي: دور ريادي ... وجهل بالضوابط استمر الحديث مع ضيفينا، ليتخذ وجهة اعلامية، فقد ادلى المدربان بحقيقة العلاقة والتعامل اللذين يربطانهما بالاعلاميين المتخصصين في مجال الرياضة. ليصرح جلال القادري انه رغم الدور الريادي الذي يضطلع به الاعلام التونسي فانه ساهم في طيلة فترة «أ و ج» ترجي جرجيس في استهلاك المراتب والدرجات الهامة التي حققتها هذه الجمعية في مواسم ماضية وقام ببناء تأويلات عديدة أساءت الى صورة الفريق «حتى ان التعادل شبه في وقت من الأوقات بالكارثة «كما ورد على لسان هذا المدرب ... ومن جهته، دعا فتحي العبيدي كافة الطلبة الى ارساء اعلام فاعل قادر على النهوض بالرياضة التونسية، وعلى الرفع من مستواها والرقي بها في المحافل الدولية. تونس، الموزمبيق ... تحت مجهر القادري والعبيدي ولم يغض طلبة الاعلام الرياضي، الطرف عن المقابلة الحاسمة التي ستجمع فريقنا الوطني بنظيره الموزمبيقي غدا السبت اذ مثلت أحد أهم محاور هذه الجلسة. وقد بدت مساندة المنتخب التونسي جلية وكانت حماسة الفوز والانتصار بادية على وجهي المتدخلين من خلال تصريحات كليهما. اذ اعتبراها مباراة تاريخية بل فرصة هامة لترشح المنتخب للمرة الرابعة لكأس العالم. وأقرا أن مجرد العبور الى مونديال جنوب افريقيا، سيكون حتما فخرا واعتزازا ومكسبا هاما تحققه كرة القدم التونسية. وعلى وقع الأمل والتفاؤل بالانتصار والفوز، كان اختتام الجلسة الثانية من نشاط نادي الاعلام الرياضي لهذه السنة الجامعية. فوز تمناه كل من جلال القادري وفتحي العبيدي وكافة الطلبة، منبهرين بأسلوب النقاش السلس وبمستوى الحوار الثري الذي يتمتع بهما طلبة معهد الصحافة وعلوم الأخبار. كما عبرا عن اعجابهما، بحسن التسيير والنظام وبكافة انشطة ورشة الاعلام الرياضي ككل، التي عادت بهما الى سنوات الدراسة والنشاطات الجامعية يسرى وناس وزينة الهمامي