لئن سجّل اللاعب الدولي السابق عمر ماضي أوّل هدف في المنزه عام 1967 ضد المنتخب الليبي فإن أنيس بن شويخة نال شرف تسجيل هدف تاريخي وحاسم يوم 1 جويلية 2001 في «درّة المتوسّط» أهدى من خلاله لقب الكأس لفريقه بعد أن احتجب عن منصّات التتويج منذ 1985 ليصبح بن شويخة رمزا من رموز نادي حمام الانف وهو الذي لم يبخل في الذود عن ألوانه طيلة 12 عاما. لكن دارت الايام ويبدو أنه من نكد الدنيا علىبن شويخة أن يرى عدوّا له من عائلته (عائلة الهمهاما) وذلك بعد أن تعرّض خلال هذا الاسبوع الى «مؤامرة دنيئة» كما وصفها أنيس الغاية منها ابعاده نهائيا عن الفريق. «الشروق» التقت أنيس بن شويخة فكان الحوار التالي:؟ حوار سامي حمّاني في البداية كيف تقيّم الوضعية الحالية لفريقكم القابع في المرتبة الاخيرة ب 8 نقاط؟ أظن أنها ليست المرة الاولى التي يواجه فيها نادي حمّام الانف مثل هذه الوضعيات بل إن فريقنا أصبحت له تقاليد معروفة في اللعب من أجل تفادي النزول، فقد سبق وأن واجهنا مثل هذه الوضعية خلال المواسم العشر الماضية، ثم إن نادي حمام الانف قادر على تجاوز هذه المرحلة بسلام خاصة وأننا أثبتنا للجميع أن نادي حمام الأنف قادر على فرض ألوانه على جميع المنافسين دون استثناء ويكفي في هذا الصدد ما صرّح به الثنائي خالد السويسي ووسام يحيى اثر مقابلتنا ضد النادي الافريقي عندما أكّدا قوّة فريقنا وقال الفنيون اننا كنا نستحق نتيجة التعادل خلال تلك المقابلة وذلك مثلما وسبق أن أحرجنا الترجي وكذلك النجم في رادس. تعاقد فريقكم مع تسعة لاعبين فما حكمك على مردودهم؟ أقدم فريقنا على اجراء انتدابات قيّمة في كل المراكز تقريبا وهذه الانتدابات قادرة على تقديم الاضافة وفي مقدّمة هذه الانتدابات أذكر المهاجم صابر خليفة الذي أعتبره شخصيا من أبرز المهاجمين في تونس. ولكن يبدو أن عودة خليفة لم تسد بعد الشغور الذي خلّفه محمد علي الغرياني؟ محمد علي الغرياني كان له وزنه في الفريق خاصة لما يتمتع به من سرعة فائقة وكان يشكل رفقة صابر خليفة ثنائيا منسجما ومتكاملا ومع ذلك فإن فريقنا يملك العديد من الأسماء في الخط الامامي قادرة على التسجيل في كل الأوقات ثم إن فريقنا سجل 12 هدفا الى حدّ الجولة الأخيرة من ذهاب البطولة الوطنية وأظنها نسبة محترمة في انتظار أن نحقق نجاعة أكبر خلال مرحلة الاياب. قدوم الجواشي (34 عاما) والشعباني صاحب الشخصية القيادية ألم يهدد بخلعك عن قيادة الفريق؟ أبدا، مع احترامي لهذا الثنائي ذلك أن سليم سيسي هو الوحيد الذي يتمتع بحق حمل شارة القيادة وذلك لأسباب موضوعية قوامها السنوات الطويلة التي قضّاها هذا المدافع في صلب الفريق وعشقه الجنوني للأخضر والأبيض. ومن واجبنا أن نشمله بلمسة وفاء واعتراف بالجميل، لذلك فإن سليم سيسي هو الوحيد الذي سيعوضني في قيادة الفريق. ولكن كقائد للفريق ما حكمك على إقالة المدرب فتحي العبيدي؟ بدون تعليق... المدرب فتحي العبيدي مدرب كفء وأنا شخصيا ومنذ الموسم الماضي طالبت من موقعي كقائد للفريق بضرورة أن يواصل العمل في صلب الفريق ولكن وبعد مرور تسع جولات لم نظفر خلالها الا بأربع نقاط حدثت القطيعة. لكن لماذا حقق فريقكم نجاحا باهرا خلال الموسم الماضي مع المدرب نفسه وفشل خلال هذا الموسم؟ إنها أحكام كرة القدم... يوم لك ويوم عليك... ولكن بعضهم يتهمك بعدم التردد في تغيير الخطط التي وضعها العبيدي أثناء المقابلة؟ إنها اتهامات باطلة وعارية من الصحة فأنيس بن شويخة يخاف الله... إنني بريء من هذه الاتهامات براءة الذئب من دم بني يعقوب... ثم هل يعقل أن أعمل ضد مصلحة نادي حمام الأنف الذي أعتبره جزءا منّي!! (يصمت قليلا) وأمر آخر مهم كيف لعشرة لاعبين أن يتبعوا شخصا واحدا؟! ويكفي العودة الى أشرطة مقابلات نادي حمام الانف للتأكد من أن أنيس بن شويخة كان يتلقى التعليمات مباشرة من المدرب فتحي العبيدي... سامح الله كل من يحاول الاساءة الى شخصي والى مسيرتي في الفريق... إنها مؤامرة دنيئة. ولكن من الذي يحاول قيادة هذه المؤامرة ضدّك؟ إنّها شرذمة من أصحاب النفوس المريضة علما وأن عدد هؤلاء لا يتجاوز أربعة أنفار... ولكن بن شويخة أثبت أنه أكبر من أن يناله الضر لأن اسم بن شويخة منحوت ليس في الذاكرة الرياضية لجماهير نادي حمام الأنف فحسب وإنما في الذاكرة الرياضية في تونس بأسرها من بنزرت الى بن قردان بعد 12 عاما في صفوف «الهمهاما». لكن بعضهم يصر على أن بن شويخة لن ينجح الا في نادي حمام الأنف؟ (يبتسم) تكفيني شهادة السيد يوسف الزواوي أحد أفضل المدربين الذين عرفتهم كرة القدم التونسية... ويكفيني فخرا أن فريقا بحجم وعراقة النادي الافريقي عمل جاهدا للظفر بخدماتي خلال المواسم الماضية... فالجميع أشاد بالمخزون الكروي الذي يتمتع به أنيس بن شويخة بداية بالجزائري عبد الكريم بيرة وصولا الى فريد بن بلقاسم وخالد بن ساسي عندما صرّح في احدى القنوات المحلية أن أي مدرب يتمنىالظفر بخدمات أنيس بن شويخة... أقول لكل المشككين إن بن شويخة قادر على اللعب في أي فريق مهما كان حجمه ومهما كان أسلوبه ومهما كانت مرتبته... وهو ما أكّده خلال هذا الاسبوع مدرب ترجي جرجيس سفيان الحيدوسي. وكيف تقبلت إقدام الفرنسي جيرار على تغييرك أثناء مقابلة فريقكم ضد الملعب التونسي وهو ما لم يفعله العبيدي من قبل؟ إنها اختيارات فنية وينبغي احترامها حتى وإن بدت غريبة بالنسبة للبعض... فخلال مقابلتنا ضد الملعب التونسي اتبعنا خلال الشوط الاول خطّة (4-3-3) بحكم أننا نلعب أمام جماهيرنا وفي ملعبنا لكن وخلال الشوط الثاني ارتأى المدرب أن يتبع خطّة مغايرة قوامها (4 4 2) باقحام بوزقرو مما اضطره الى استبدالي. ذكرت بوزقرو، لكن ماذا عن اللاعب اليساري مهدي سعادة، هل أصبح بامكانه تعويض بن شويخة؟ إنّه لاعب مميّز وينتظره مستقبل باهر خلال الأيام القليلة القادمة شأنه في ذلك شأن مهدي المرزوقي وماهر الحدّاد، لكن ما لم تستوعبه جماهير «الهمهاما» أن بن شويخة لا يمثل عائقا أمام مهدي سعادة إذ بامكاننا اللعب جنبا الى جنب ثم انه ليس بالضرورة أن يكون مهدي سعادة هو المعوض الوحيد لأنيس بن شويخة. بما أننا نتحدث عن التغييرات ما سرّ تغييرك رقم قميصك في ثلاث مناسبات (20) ثم (01) ثم (10)؟ (يبتسم) الرقم (01) اخترته منذ بداية الموسم ولا داعي لشرح أسباب هذا التغيير... أما الرقم (10) فاضطررت الى تقمصه بحكم أن القميص الاخر (رقم 01) قد اختفى فجأة!! لاعب آخر يعيش على وقع وضعية صعبة وهو محمد سلامة؟ محمد سلامة لاعب من الطراز الرفيع وهو يذكرني الى حد كبير بعلي بن عبد القادر. وما هي طبيعة علاقتك حاليا بالهيئة المديرة؟ علاقة احترام متبادل... فأنيس بن شويخة يحترم الجميع...ويحترمه الجميع. هذا يعني أنّك باق في نادي حمام الانف؟ إن كل غيور على الأخضر والأبيض يدرك من صميم قلبه العشق الجنوني الذي يكنّه بن شويخة لفريق الضاحية الجنوبية... ولكن عندما تتعكّر الأجواء الى حدّ لا يُطاق فإنني قد أقرّر الرحيل... وقد أقرر البقاء...