نزل كل من فتحي العبيدي وجلال القادري ضيفين على معهد الصحافة وعلوم الأخبار وذلك في إطار النشاط الأسبوعي لنادي الإعلام الرياضي بإشراف الأستاذ الصادق التواتي. وقد تمّ أثناء هذا اللقاء مع الطلبة تسليط الأضواء على ظاهرة إقالة المدربين التي باتت تعرفها الساحة الرياضية والبحث في مدى انعكاساتها على واقع كرة القدم التونسي. انطلاقا من تجاربهما الخاصة اعتبر المدربان السابقان لكلّ من نادي حمام الأنف (فتحي العبيدي) والترجي الجرجيسي (جلال القادري) أنّ إقالة المدربين داء ينخر كرة القدم في تونس وهي عادة تنطبق على الكلّ مهما كان اسم المدرب حتى في صورة تحقيقه لنتائج مقبولة. وحمّل كلاهما المسؤولية لعقلية الشارع الرياضي وخاصة تعصّب الجماهير التي صارت لا تقبل الهزيمة وتطالب في جميع الأحوال بكبش الفداء الذي عادة ما يكون المدرب دون كشف النقاب عن عوامل الفشل الحقيقية والتي عادة ما تكون عائدة الى الأجواء السائدة داخل الفريق والظروف الغائبة لتحقيق النجاح. ومن جانب آخر أشار القادري إلى أنّ ما عمّق الأزمة هو سيطرة بعض الإداريين على دفّة التسيير داخل بعض الفرق واستفحال الرؤية الضيقة لمصالحهم الخاصة على حساب طموحات الفريق وهو ما يؤثّر بشكل أو بآخر على عمل المدرب واستمراريته. غياب الودادية لئن أشار فتحي العبيدي إلى غياب دور »ودادية المدربين« كهيكل يمكنه أن يدافع عن حقوق المدربين ويحفظهم من تبعات هذه الظاهرة المتفاقمة فإنّ جلال القادري نادى بضرورة تخصيص »ميركاتو للمدربين« وسنّ قانون يُحدّد فترة عمل المدرب على امتداد نصف موسم على الأقل ويمنع إقالته وذلك لتحقيق الإستمرارية للمدرب لإظهار قدراته وتحقيق أهدافه الطويلة مع الفريق. خصخصة الكرة!! بشأن واقع كرة القدم التونسية اتفق المدربان على أنّ البطولة التونسية مازالت بعيدة عن حقيقة الإحتراف ورجّح العبيدي سبب ذلك إلى غياب العقلية الإحترافية عن اللاعب التونسي رغم ما يمتلكه من مؤهلات بدنية طيّبة وامكانات فنية عالية. وهو ما يفسّر صعوبة تأقلم لاعبينا عند خوض تجربة الإحتراف. وقال القادري إنّ كرة القدم التونسية في أمس الحاجة إلى بلوغ مرحلة جديدة تتمثّل في خصخصة النوادي وتحرير الجمعيات بهدف توفير اعتمادات مادية أكبر. ولن يكون ذلك إلاّ من خلال توسيع صلاحيات رؤساء الجمعيات وترسيخ عقلية الربح الجماعي من الناحية الكروية والمادية معا. عروض بالجملة بخصوص الوجهة القادمة للمدربين أكّد جلال القادري تلقيه جملة من العروض الرسمية المحلّية من قوافل فصة وآخر من الملعب الابسي اضافة الى عروض خليجية ويبقى أهمها العرض الذي وصله من الإتحاد العمّاني لكرة القدم للإشراف على الإدارة الفنية. فيما عبّر فتحي العبيدي عن رغبته في نيل قسط من الراحة في الوقت الحالي والتوجّه إلى بلجيكا بعد ذلك لكنّه لم يخف وصول بعض العروض من الملعب الابسي وبعض الفرق الإماراتية. غياب رحيم لئن قبل جلال القادري وفتحي العبيدي الدعوة والحضور في هذا المنتدى الأكاديمي الرياضي فإنّه تجدر الإشارة الى تغيب لطفي رحيم بعد أن وجّهت له الدعوة من قبل مسؤول النادي لكنّه تعذّر عليه المجيء تحسّبا لأي تأويلات قد تطرأ بين أحبّاء النجم الساحلي في هذه الفترة الحسّاسة.