يواجه المنتخب المصري غدا بملعب القاهرة نظيره الجزائري في مباراة حاسمة في سبيل الترشح الى مونديال 2010 فالفراعنة مدعوون الى انتصار بفارق يزيد عن هدفين لضمان تذكرة الى جنوب افريقيا الخبر في ظاهرة بسيط عادي لأن جل مباريات الجولة الاخيرة من التصفيات المزدوجة المؤهلة الى كأس أمم افريقيا وكأس العالم تعتبر حاسمة بل أكثر تعقيدا وتحتمل التلاعب والمزايدات مما يذكي الشكوك ويشعل فتيل الاتهامات. بالعودة الى تصريحات اللاعبين او الاطار الفني من مصر والجزائر لم نظفر منذ مباراة الذهاب بأي تصريح فيه تطاول على الخصم او استخفاف او تقزيم او اهانة أو تهديد في المقابل حفلت بعض وسائل الاعلام المقروءة والمرئية من الجهتين بآراء وقراءات ومواقف وتحليلات مثيرة بل مفزعة الى آخر الحدود إذ لم يتردد أحدهم في قناة دريم من نعت الجو الاحتفالي الفريد الذي قامت به جماهير الجزائر بكونه ضربا من الارهاب والحال ان المشاهد الموضوعي لمباراة الذهاب لاحظ ان جماهير الجزائر ظلت الى حدود الهدف الاول هادئة تتابع المباراة في منتهى التحضر بشهادة المعلق المصري نفسه الذي قال ما معناه أن الجماهير الجزائرية قد ظلت طوال الشوط الأول صامتة ولم تهتز وتشعل الشماريخ الا عند الهدف وكان هذا المحلل أن يكتم على أنفاس الجماهير فتتحول الى تماثيل من الشمع كما هو حالها في كثير من شؤون الحياة الأخرى؟ أحس الإعلام بأنه قد ورّط الرأي العام في البلدين الشقيقين ودفعه الى خلافات وصراعات وهمية فبدأ حملة تهدئة تزعمها مصطفى الآغا في برنامج صدى الملاعب إذ شرع في احضار بعض نجوم الفن والمسؤولين محمّلين بدعوات الى «ضبط النفس» والتحلي بالروح الرياضية والاستمساك بعرى الاخوة والصداقة بين الشعبين. هيهات... لا يطفئ الماء من روحه النار المؤشرات الاخيرة لا تنبئ بالهدوء والصفاء نذكر منها ما نراه ونسمع من تعبئة نفسية تضاهي ما يحدث في النزاعات والحروب آخرها ما صدر في صحيفة الوصل الجزائرية يوم الخميس 29/10 ومفاده أن الفنادق المصرية ترفض استقبال الخضر (الفريق الجزائري) ذلك أن مصادر مقربة من الاتحاد الجزائري لكرة القدم «فاف» قد أكّدت ان الفندقين اللذين حجزت فيهما بعثة «الفاف» التي انتقلت الى القاهرة بقيادة رور اوة رئيس الاتحاد الجزائري في وقت سابق الاسبوع الماضي رفضت استقبال بعثة منتخب الجزائر. وحسب الصحيفة ذاتها، فإن مسؤولي فندقي «الجزيرة» و«ماريوت» قد رفضا استقبال المنتخب الجزائري في الفترة بين 12 و14 نوفمبر بحجة أن الاماكن محجوزة فيهما،وأضافت الصحيفة «أن الفاف تلقت بريدا الكترونيا من «فندق الجزيرة منذ يومين، أما فندق ماريوت الذي كان يعول عليه رئيس الفاف فقد أرسل هو الآخر بريدا الكترونيا من خلاله عدم قدرته على استضافة الخضر في التاريخ المحدد بسبب الاكتظاظ خاصة أنه الفندق الذي يستقبل فيه مؤتمرات الكاف، ومحجوز تقريبا عن آخره للأعضاء الدائمين وأعضاء لجنة التنفيذ التابعة للاتحاد الافريقي لكرة القدم». الصراع من أجل... «جيفة» يؤكد جل الباحثين ان التفوق في كرة القدم والترشح الى كأس العالم ليس مؤشرا من مؤشرات النمو ولا هو بعلامة من علامات التقدم والتحضر والفوز في هذه الرياضة ليس أمارة من امارات النباهة والعبقرية... هذا ما ينبغي أن يفهمه بعض الاعلاميين الذين لم يترددوا في الاستخفاف بالجزائر بلد المليون شهيد أو التطاول علىمصر المتجذرة في الحضارة والتاريخ ليعلم هؤلاء أن البرازيل والأرجنتين وغانا ونيجيريا والكامرون ورواندا والكوت ديفوار والكونغو... منتخبات من افريقيا وامريكا الجنوبية قد حققت قاريا وعالميا نتائج باهرة لكنها ظلّت تصنف ضمن البلدان التي تعاني من الفقر والفوضى والاستبداد والتخلف والحروب والتفكك والأوبئة... أترانا نقاتل أنفسنا من أجل جيفة!! لاعلام ينسينا همومنا الحقيقية ويزج بنا في صراعات وهمية».