يعتبر المركز الثقافي الجامعي برقادة (9 كلم جنوبالقيروان) من أكبر وأبرز المراكز في تونس، إذ يوجد في قرية جامعية تضم طلبة من جميع جهات الجمهورية، كلهم يعيشون في فضاء موحد هو رقادة، ويستقطب هذا المركز أعدادا كبيرة جدا من الطلبة الذين يتعاطون أنشطتهم في مختلف الاختصاصات، حيث بلغ العدد في هذه السنة الدراسية 16 ناديا بما في ذلك مركز المنصورة. وقد التقت «الشروق» مدير هذا المركز السيد حمادي السافي للحديث عن عديد الاشياء المتعلقة بالأجواء الطلابية في ولاية تعتبر مدينة جامعية بأتم معنى الكلمة، بما أنها تضم أكثر من 15 ألف طالب وطالبة. كيف هو الجو العام الطلابي؟ بصراحة، الطلبة مازالوا لم يفهموا نظام أمد من حيث الخصوصيات وبناء على هذا يسعى المركز الجامعي لتنظيم لقاءات باطارات من جامعة القيروان لتقريب الفهم حول هذه المنظومة من خلال لقاءات حوارية مسترسلة. وبنقل مباشر بالصورة والصوت للحوار مع المختصين من المركز الثقافي الجامعي في اتجاه المبيت الجامعي سهلول بسوسة في تجربة أولى ناجحة على أساس فتح الحوار بين الطلبة والمسؤولين للاجابة عن تساؤلاتهم التي تهم الحياة الطلابية أو مرحلة ما بعد الدراسة خاصة في مجال بعث المشاريع وتركيز ثقافة المؤسسات. ما هي أهم مشاكل الطلبة في رقادة البعيدة عن أضواء المدينة؟ هناك نقص في الفضاءات خاصة قاعة كبرى لاحتضان التظاهرات، لأن قاعة المركز صغيرة في رقادة، لكن يبدو أن هذا الاشكال قد زال مؤخرا بفتح فرع المنصورة داخل المدينة التي تتوفر فيه قاعة مؤتمرات كبيرة، وتم تجاوز هذا الحرج. ومشكل الاكتظاظ؟ نعم هناك مشاكل في جميع الخدمات ولتجاوز هذا الاكتظاظ في الجانب الثقافي نعتمد على القاعة الكبرى في مركز المنصورة ونتحمل نقل الطلبة بالحافلات ذهابا وإيابا، لأن الطلبة أوقاتهم الحرة تتراوح من الساعة السابعة الى التاسعة ليلا حيث تغلق المبيتات وجميع الطلبة ينشطون داخل المركز الثقافي بالتنسيق مع المبيتات خاصة الطالبات وعملية تأمينهم بمرافق، وهي تجربة رائدة في القيروان منذ 8 سنوات تقريبا. وبالنسبة للخدمات المقدمة للطلبة؟ لاعتبارات انسانية ولبعد رقادة عن المدينة فإن ادارات المبيتات الجامعية تسعى حسب الامكانيات الى نقل الطلبة المرضى في الحالات الحرجة الى المستشفى اضافة لوجود مصحّة بالمبيتات تعمل ليلا نهارا في اطار الاسعافات الأولية. وفي الجانب الترفيهي للطلبة في المركز؟ في الحقيقة، مركزنا يمتاز في تونس بالفضاءات التنشيطية تحت اشراف مؤطرين متعاقدين وعدد نواديه 16 ناديا (ما بين رقادة والمنصورة) للسنة الجامعية الحالية، حيث توجد عدة منتديات ومسارح ونواد وورشات ومجالس أدبية ووسطاء، كما ننجز حفلات تنشيطية كبيرة بحضور فنانين كبار مثل علياء بلعيد وممثلين على غرار المنصف السويسي وزهيرة بن عمار ومحمد العوني، ونقوم بدورات في الشطرنج ومسابقات متنوعة اضافة للتنشيط الاذاعي الموسع. ماذا عن ابداعات الطلبة حول انتاجات الصادق ثريا؟ المركز الثقافي أنتج عمل فني كوريغرافي مسرحي يتضمن التاريخ الفني للفنان الصادق ثريا، وتم عرض هذا العمل في اختتام المهرجان الثقافي لديوان الخدمات الجامعية، كما أعاد منتخب الموسيقى بالمركز انتاج أعمال الصادق ثريا بأصوات طالبية تحت اشراف الاستاذ طارق العامري ونال استحسان الجميع. ومن جهة أخرى وقع تغيير منتخب الموسيقى الى نادي الصادق ثريا للموسيقى انطلاقا من هذه السنة الدراسية. هل لديهم توجهات اخرى حول بعض الأسماء الفنية؟ سيقع التركيز هذه السنة أيضا على أعمال الفنان صالح الخميسي وهو اجراء كل سنة يقع الاختيار فيه على فنان عانق التراث. أحدثتم مكتب اصغاء بالمركز؟ بالفعل، هذا المكتب يضم اخصائية نفسية قارة تهتم بالضغوطات النفسية للطلبة وطرق محاصرتها للحد منها، مع التركيز على المحطات الهامة مثل أيام الامتحانات ومشاكل الطالب الجديد حول التأقلم مع الحياة الطالبية، كما يوجد وسطاء للصحة دورهم هو الحصول على المعلومة في جوانب الصحة وتمريرها بشكل أمني لزملائهم حتى تحصل الفائدة خاصة في مجال الامراض المنقولة جنسيا ومقاومة التدخين والصحة النفسية عموما وقد تحصل مركزنا على الجائزة الاولى وطنيا للصحة المدرسية والجامعية. حثتكم الوزارة على نشر ثقافة المؤسسات للطلبة؟ هذا صحيح، ومن هذا المنطلق، هناك اهتمام بهذا الجانب تحت اشراف اساتذة مختصين في هذا المجال من خلال تنظيم لقاءات صحبة الهياكل والادارات المختصة في التمويل والتحسيس ثم أيام اعلامية لتحسين مواطن الشغل للطالبين من أصحاب الشهائد العليا، ونحن دائما نقوم باتفاقيات توأمة حتى على المستوى الدولي، كما نستعد لعقد المهرجان الجامعي للتعبير الرقمي في الثلاثية الثالثة من سنة 2010.