من المؤكد أن الجميع سيستغرب وخاصة أهل الاختصاص عندما يرون مثل هذا العنوان لأنه يكشف عن حقيقة غير محتملة وغير منطقية ولكنها تبقى الحقيقة التي نخجل من الحديث عنها. معهد الصحافة وعلوم الاخبار بجامعة منوبة دون أنترنات تلك هي الحقيقة المحزنة، الأنترنات التي أصبحت اليوم هاجسا ثقافيا وحاجة اجتماعية ملحة شأنها شأن الأكل والشرب واللباس ولا يمكن لأحد أن ينكر هذا. ولكن طلبة معهد الصحافة وعلوم الاخبار يفتقدونها في المعهد في الوقت الذي يحتاجونها بصفة أكيدة فهي تعتبر من أولى مصادر المعلومة والاخبار لديهم، معهد الصحافة وعلوم الاخبار تغلق فيه قاعة الانترنات التي هي في حدّ ذاتها قاعة متواضعة وفقيرة من حيث الحواسيب الموجودة فيها ومن حيث سرعة إلتقاط شبكة الانترنات التي تعيش فترة احتضار وموت بطيء يقتلنا معه في كل مرّة. الانترنات في معهد الصحافة «فال»: ان صحّ التعبير أودعنا نقول المستحيل، ذلك لأن الطالب في معهد الصحافة له الحق يوميا في ساعة فحسب للإبحار على شبكة الانترنات والحقّ هو أن الانترنات أو بالأحرى امكانية التقاط شبكة الانترنات هي التي تتطلب أكثر من ساعة حتى تلتقطها وكأنك تبحث عن معلومة أو خبر في أقدم كتب التاريخ التي تظل ساعات تبحث عنها بين أرصفة المكتبة وبين غبار الكتب تجد أزمة الانترنات التي أصبحت أكثر اشكالا من غبار الكتب. تلك هي الأنترنات بمعهد الصحافة، شبه معدومة، بطيئة الالتقاط وسريعة الهلاك ففي هذه السنة الدراسية الجديدة غابت الانترنات كليا حيث تم اغلاق قاعة الانترنات وأصبحنا نبحث عن المعلومة عن طريق الجرائد المحلية، وتعطل سير دروسنا وأصبحنا نبحث عن وقت فراغ كي نتحول الى مراكز الانترنات العمومية كي نقوم بأعمالنا الدراسية. الانترنات اليوم وفي معهد الصحافة، سرابا نبحث عنه ونحن نعلم أنه سراب لا غير، نبحث عن فرصة لجعله واقعا نطوعه لحاجياتنا الدراسية. قاعة الانترنات في معهد الصحافة مغلقة الى أجل غير محدد والأسباب غير معلومة والحل تائه بين أرجاء الادارة وليس هناك أي مؤشر يمنحنا الأمل في امكانية اعادة فتح قاعة الانترنات عن قريب التي ستحلّ مشاكل الطلبة وخاصة طلبة السنة الرابعة الذين يحتاجون الانترنات على امتداد السنة، سواء كان ذلك في حاجياتهم الدراسية أو في رسالة ختم الدروس الجامعية لهذه السنة. صدّق أو لا تصدق ذلك هو وضع التكنولوجيا في معهد الصحافة وعلوم الاخبار بجامعة منوبة، أشياء نجهل من الحديث عنها أو حتى طرحها ولكن الحاجة الملحة للأنترنات ولا منطقية غيابها في المعهد تدفعنا غصبا الى الكتابة عنها وعن غيابها غير المبرر وغير القانوني. الكل يعلم أن قاعة الانترنات في كل جامعة تونسية هي حق مكتسب لا غنى عنه بل وأكثر فمن المشترط أن تكون سرعة التدفق في شبكة الانترنات سريعة جدا حتى لا تعرقل أعمال الطلبة. ووضع الانترنات في معهد الصحافة مخجل حقا وغير منطقي ولكننا رغم ذلك نأمل من المديرة الجديدة لمعهد الصحافة وعلوم الاخبار السيدة زهرة الغربي أن تعيد لنا قاعة الانترنات للعمل بها وتجد لنا حلاّ سريعا لهذه الأزمة الرقمية خاصة في مسألة سرعة التدفق في شبكة الانترنات حتى نتجاوز مثل هذه النقائص ونتجاوز الحديث عنها. إيمان الدجبي طالبة سنة رابعة: معهد الصحافة وعلوم الاخبار