حوار وإعداد فاطمة بن عبد اللّه الكرّاي يواصل «سي أحمد» حديثه عن الطبيب التونسي الذي كان مختصا في جراحة الأعصاب، وقد جاء مع رئيسه في المهنة الفرنسي د. «هودار» D.Houdar بالقول: «همّ الطبيب التونسي بالرجوع الى فرنسا بعد انتهاء المهمة الطبية، فقلت له كيف ترجع الى فرنسا، ونحن في تونس، نحتاج الى اختصاصك، بل ونفتقده».. فقال لي: يا «سي أحمد» ماذا سأفعل اذن فالمسألة كبيرة.. ومتشعّبة.. فقلت له: اقترح انت ماذا نوفّر لك كوزارة، وهذه لجنة فيها كل الاختصاصات بما فيها المصمم architecte، ولك ان تضع الآليات اللازمة، وأنت الذي سيشرف على هذه اللجنة..سهّلت له المهمة، وفتحت له الأبواب، وفعلا فقد تم التصميم تحت أنظاره، وشيّدت البناية، وأخذ معه ممرضين الى مستشفيات باريس للتدرب، ومنذ جاء هذا الطبيب التونسي، وباشر عمله، بدأ في ظروف طيّبة.. أعدت السؤال عن د. زهير السافي وكيف تم شأن القسمين اللذين كانا قسما واحدا تحت إشراف «دي ميرلو» وهل تمّت المسألة بيسر: قال «سي أحمد»: «عندما قررت قسمة القسم بين السافي و«دي ميرلو»، هناك فريق من الأطباء التونسيين، ربما لم يكونوا على علم، بأنني أول ما بدأت، تحدثت مع «دي ميرلو» نفسه، اذن لم يستسيغوا هؤلاء الأطباء هذه العملية او هذا الاجراء، فكوّنوا وفدا من بينهم وذهبوا الى بورقيبة (الرئيس) فما كان من بورقيبة الا ان خاطبني عبر الهاتف ليسألني: ما الذي يحصل... فقلت لبورقيبة: من فضلك حاول ان تستقبل زهير السافي ولو لخمس دقائق، وأما قضية القسم الذي تحوّل من 360 سريرا الى 180 سريرا لكل قسم، فإنني قد تناقشت معه وهو موافق على الإجراء... وكان للسافي ما طلبته من بورقيبة.. وعندما قابله بورقيبة بالقصر، هاتفني الرئيس، وكان السافي لايزال الى جانبه وقال لي وهو في حالة فرح: يا سي أحمد... أين وجدته؟ (ويقصد زهير السافي) ومن ثم أصبح د. السافي مشرفا على قسم الجراحة في شارل نيكول.. قلت لصاحب المذكرات: د.زهير السافي طبيب ثائر .. فقاطعني «سي أحمد» ليواصل: كان له ميل للثورية والأمور الاجتماعية». فقلت له سائلة: هل كان شيوعيا؟ فقال: «لا ليس شيوعيا... ففي بعض المواضيع او القضايا، يذهب زهير السافي أكثر من الشيوعية وخلافا لجماعته فقد كان irréprochable (ويقصد ليس عليه لوم).. أهم شيء أفتخر به أنني ولما قررت ما قررت من قسمة القسم ان السافي مكسب للطب والجراحة في تونس». في العدد القادم إن شاء الله: علاقة بن صالح ببورقيبة من خلال وزارة الصحة؟