قبل أن تكون أستاذة جامعية لها علومها ومعارفها وشهائدها العليا، هي إنسانة بامتياز لها مشاعرها وأحاسيسها، وعواطفها وأحلامها ككل الصبايا اللواتي يزهون في مواسم العشق. ولا ربيع لمن لا فارس أحلام لها يزرعها زنبقة في بستان العمر. ويسقيها دلعا. وعطفا وحنانا قبل أن يباغتها العنس. نعم، هي كذلك تلك الأستاذة الجامعية التي وقعت في شرك مكين نصبته لها «دقازة» وسلبتها ستين ألفا من الدنانير التونسية مقابل إيهامها بأنها ستأتيها بفارس أحلامها وهو ملجم بالسمع. ومقيّد بالطاعة لها في عش الزوجية. لا لوم عندي على هذه الانسانة الأستاذة الجامعية إن دفعت ثمن مراسم دفن التابعة في خيوط زوايا الأولياء الصالحين وبصمت بكفيها وأصابعها العشرة بالحناء على تلك الخيوط شهادة إثبات على مماة التابعة وصحوة الحظ الراقد، لا لوم عليها إن دفعت ثمن الكمّون الأنثى. واللوبان الذكر. ولا لوم عليها إن مدّت يدها ل«دقازة» أمية لتقرأ لها لا شهائدها العلمية ولا أطروحة دكتوراها، وإنما لتقرأ لها الكف. والفنجان. وخط الرمل. و«الكارطة» في نهاية «الطرح» ولا لوم على أستاذتنا الجامعية حتى وإن كانت مختصة في علم الفلك إن صدّقت «الدقازة» في أن الجن الذي سيأتيها بفارس الأحلام من مراكض الخيول العربية الأصيلة يقيم في المائدة المائية العميقة في جوف المريخ بعيدا عن عيون الحسّاد. ومراكز «النازا» ولكن لومي عليها وهي الأستاذة الجامعية كيف تلتجئ إلى «الدجّالة» لتشتري لها زوجا. وهي أدرى الخلق بأنها تعيش في هذا العالم الحرّ. والتجارة الحرّة والأسعار الحرّة في استطاعتها أن تشتري من أكداس الأزواج المستعملة في الأسواق الحرّة زوجا لا يهمّ إن كان مستعملا وإنما المهم والأهم أن يكون «دوريجين» قد لا يتجاوز سعره ستين دينارا لا ستين مليونا. وبدون أداء على القيمة المضافة للحياة الزوجية طبعا.