لست أدري لماذا كلما سمعت صوت «الدقازة» ينادي «دقازة دقازة» الا وقفزت صورة الدكتور الهاشمي الحامدي الى مخيلتي لماذا؟ ربما لأن كليهما يخاطب الناس بما يرغبون في سماعه حتى وإن كان كذبا، وكلاهما يعد ويحيل تنفيذ الوعود على رجال صبرة ورجال الحمادة وكل الأولياء الصالحين في كل شبر من البلاد على أن تعقد النية في سيدي عبد السلام والسلام. ماذا تريد أن تسمع الفتاة العانس من «الدقازة» سوى أن فارس الأحلام في الطريق إليها يجري ويلهث ورجلاه فوق رأسه وهل ثمة في العشاق من يفرق بين رجله ورأسه، ولكن ما دخل الدكتور في شأن العوانس؟ إنه قال لتونس يوم ظنها «هجالة» تبكي قال لها «أسكتي تو ناخذك» دون أن يملي عليها «شرط العازب عالهجاله» بل بالعكس رفض الدخول عليها في قصر قرطاج وأراد اشهار زواجه منها في أكبر الأحياء الشعبية بالعاصمة واعدا أبناءها الأحد عشر مليونا بأن يأكلوا ويشربوا ويعالجوا ويركبوا «بلاش» في ضمانة سيدي عبد السلام على أن يبقى «الشي لله يا أوليا الله». نعم ما تقوله «الدقازة» لمرضاها قاله ويقوله الحامدي للشعب التونسي ولكن ليس وحده بل ردده معه كل قادة الأحزاب وأنصاف القادة بدون استثناء كلهم «رموا الداقزة» وحدثوا الشعب وعزفوا على أوتاره الحساسة وقالوا له «أرقد وطمان» ولكنه لن يرقد ولن يطمئن ل«الدقازين والسوافين والعرافين» ولو صدقوا فهم كاذبون، يبقى اذا كان للدكتور قائمة «العريضة» فإن لغيره ولكن تحت مسميات أخرى قوائم أخرى في الساحة المفتوحة مثل قائمة «الضيقة» وقائمة «الواسعة» و«في الوسع رحمة» وقائمة «الطويلة» و«ما يعجبك في الدهر كان طوله» وعن العريضة والضيقة و«الواسعة» و«الطويلة» أقول «يطول ليلها وتعلف» من صندوق الانتخاب في المرة القادمة.