... وتبقى الأسئلة دائما مفتاح البحث عن الحقيقة. وكان سؤال لماذا؟ وبلهجتنا: «علاش»؟ هو أكثر الأسئلة التي كان عليّ أن أجيب عنها لأنني كنت واحدا من الاعلاميين الذين كانوا في الموزمبيق وعايشوا انسحاب منتخبنا من تصفيات كأس العالم. الكبير والصغير.. البنت والسيدة.. وحتى العجوز.. الكل يسأل.. الكل يبحث عن مبرر وعن تفسير. كم هو مدوّ وكم هو محزن وكم هو محبط وكم هو مقلق هذا الذي تسبب فيه المنتخب الوطني للشارع الرياضي في تونس. البحث عن إجابة يدفعنا إلى أن نعمل العقل وان لا نختفي اندفاعا خلف العاطفة.. البحث عن الحقيقة لا يجب أن يكون بحثا عن كبش فداء. كثيرون بحثوا وسوف يبحثون عن كبش فداء لكن في النهاية لن تكون مجرد مسكنات والحال ان المشكل يتطلب عملية جراحية تأتي على كل العلل. هي لعبة وهم لاعبون.. هي مباراة كرة قدم وهم متنافسون مع آخرين.. هم لعبوا واجتهدوا وفازوا ونحن أين هم لاعبونا.. كانوا أشباحا وكانوا وما كانوا ربما.. كانوا فاقدين للوعي.. الوعي بالمسؤولية الكروية في مباراة الحقيقة وتحديد المصير.. هم تلاعبوا بلاعبينا وتبادلوا المراكز وسددوا واستعرضوا ما لديهم من مهارات.. وهم حاولوا وما يئسوا حتى وصلوا وسجلوا وتحدوا براعة واستماتة أيمن المثلوثي. أما نحن فلاعبونا ما لعبوا وما استماتوا.. وما آمنوا.. وما قاتلوا على الميدان.. كانوا كمن لا روح له.. كمن يلعب مكرها.. كمن لا هدف ولا غاية له.. كانوا كمن يتمنى متى تنتهي المباراة حتى يرتاح من العبء الثقيل. نعرفهم ونقدر حقيقة إمكاناتهم ومدى رغبتهم في النجاح لكن كل ذلك ذهب مع الريح يوم وأثناء المباراة.. عندما يعجز اللاعبون عن ترويض الكرة وعن تمريرها وعن التسديد.. وعندما يصل العجز إلى عدم خلق ولو فرصة في المباراة.. وعندما ترى من يندفع ومن يستميت بحثا عن هدف أو ضربة جزاء فلا لوم إلا على اللاعبين.. النجاح كان بين أرجلهم وبين عقولهم وقلوبهم.. لكنهم أهدونا خيبة ومرارة.. عندما يكون أقصى طموح اللاعبين أن يحقق المنتخب الكيني في مباراته أمام نيجيريا هدف التعادل فوقئتذ علينا أن نقتنع نهائيا إننا لم نكن نستحق إلا الذي أوصلونا إليه أي أن نتابع المونديال من أمام الشاشة الصغيرة متفرجين على غيرنا. لماذا؟ السؤال يستمر فهل ينبغي أن يكون كويلهو هو كبش الفداء؟