دعا أمين سر حركة «فتح» في الضفة الغربية الأسير مروان البرغوثي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى تغيير برنامجه القائم على المفاوضات وحدها لانها وصلت الى طريق مسدودة مطالبا اياه بالمزاوجة الخلاقة. بالخلافة بين المفاوضات والمقاومة المشروعة وباطلاق حملة شعبية واسعة لوقف الاستيطان وتهويد القدس. وحث عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» خلال مقابلة أجريت معه عبر محاميه الياس صبّاغ في زنزانته بسجن «هداريم» الاسرائيلي، أبو مازن على تغيير برنامجه الذي خاض على أساسه الانتخابات السابقة لأن هذا البرنامج القائم على التفاوض فقط بان فشله باعتراف السلطة. وطالب البرغوثي في هذا السياق الرئاسة الاعتماد على الشعب الفلسطيني العظيم والاستعانة به لمواجهة الموقف الأمريكي الاسرائيلي خاصة مع وصول التسوية الى طريق مسدود في ظل تصاعد الاستيطان وتهويد القدس. واضاف الأسير الفلسطيني ان من كان يعتقد ان الاحتلال الاسرائيلي سيرحل بمفاوضات غير متكافئة في فنادق سبع نجوم فهو مخطئ تماما، مذكرا بدعواته الدائمة الى اسناد المفاوضات بفعل مقاوم على الأرض والمزاوجة الخلاقة والواعية بين التفاوض والمقاومة كما جاء في وثيقة الأسرى «وثيقة الوفاق الوطني». أوسع حركة شعبية وشدد القيادي الفتحاوي على اهمية اطلاق اوسع حركة شعبية جماهيرية لايقاف تهويد القدس وتجميد الاستيطان وانهاء الاحتلال لانه لا جدوى من الرهان على المفاوضات في ظل غياب الشريك الاسرائيلي للسلام. وقال : «لا يوجد في اسرائيل الجنرال شارل ديغول الذي أنهى الاستعمار الفرنسي للجزائر ولا فريديريك دكليرك الذي انهى التمييز العنصري في جنوب افريقيا»، مؤكدا ان الشعب الفلسطيني الذي يناضل منذ 100 عام وصمد في وجه أشرس غزو عرفه التاريخ المعاصر، وصنع أطول ثورة في التاريخ الحديث وأهم انتفاضتين، قادر على الصمود والثباث والدفاع عن حقوقه الوطنية وعلى مقاومة الاحتلال وانجاز حريته وعودته واستقلاله. الانقسام كارثة وطنية ... وفي تطرقه الى موضوع المصالحة الفلسطينية، طالب البرغوثي بعقد لقاء فوري بين اللجنة المركزية لفتح بقيادة عباس والمكتب السياسي ل «حماس» برئاسة خالد مشعل لانهاء حالة الانقسام الذي وصفها ب «الكارثة الوطنية». واعتبر ان هناك أساسا سياسيا متينا يمكن الاستناد اليه لابرام المصالحة الوطنية يتمثل في «خطاب أبومازن» ونقاطه الثماني التي عرضها في البيان الختامي لمؤتمر حركة «فتح»، متسائلا اذا كان مصير القدس والأرض والشعب لا يجمع «فتح» و «حماس» والفصائل فما الذي يجمعهم ؟ و أشار الى أن انهاء الانقسام واجب ديني وقومي واخلاقي ووطني مقدس وأمر مسلم به لاتمام المصالحة الوطنية العليا وأن لا مبرر للتأجيل او للتأخير في توقيع اتفاق المصالحة من «حماس». ودعا البرغوثي «حماس» في هذا الاطار الى التسريع في انجاز المصالحة الوطنية لتعزيز الجبهة الداخلية واعادة الوحدة للوطن والشعب والسلطة والقيادة لمواجهة التحديات الكبرى.