أبوظبي - الشروق – من مبعوثنا الخاص محمد علي خليفة: حين نتحدث عن «أبو ظبي» فنحن إزاء إمارة تمسح لوحدها 83٪ من مساحة دولة الامارات العربية المتحدة، وتنام على 9٪ من الاحتياطي العالمي للنفط و4٪ من احتياطي الغاز ونحن إزاء منطقة فريدة في العالم تحيط بها أكثر من 200 جزيرة طبيعية وحباها الله بنعم كثيرة وزادها العقل البشري ألقا وبهاء. وعلى بعد 20 كيلومترا فقط من قلب جزيرة أبو ظبي تقع جزيرة ياس، هذه التي لم تعرف الى اليأس سبيلا بل شُحنت بالامل فتحولت في ظرف سنوات معدودة من صحراء قاحلة الى منتجع سياحي بديع. فقبل فيفري من عام 2007 كانت جزيرة ياس عبارة عن جزيرة نائية لا حياة فيها، ولكن وفقا لرؤية «أبو ظبي 2030» القائمة على تنويع اقتصاد الامارة وتخفيض مساهمة القطاع النفطي في الناتج المحلي الاجمالي من 65٪ الى 40٪ على أن تستحوذ القطاعات الاخرى مثل السياحة والصناعة على نحو 60٪ من إجمالي الناتج المحلي جاء مشروع جزيرة ياس ليضيف منتجعا سياحيا جديدا لامارة أبو ظبي. وكان من ضمن الخطط التنموية لإمارة أبو ظبي مشروع تطوير جزيرة ياس التي تبلغ مساحتها نحو 25 كلم2 ولا يفصلها عن مطار أبو ظبي سوى خمس دقائق بالسيارة حيث ستكون الجزيرة قبلة السياح من مختلف أنحاء العالم. وتتولى شركة «الدار» العقارية تطوير وإنشاء مجموعة من المشاريع العقارية الكبرى داخل إمارة أبو ظبي بقيمة إجمالية تقدّر بنحو 75 مليار دولار أمريكي تستأثر جزيرة ياس وحدها بحوالي 40 مليار دولار منها. ... بداية الحلم كانت في فيفري 2007 ولم يمض سوى شهر واحد حتى نضجت الفكرة وبدأت الخطوات الاولى لإنشاء هذا المشروع الضخم وبدأ العمل بحوالي 5 آلاف مهندس وفني وعامل ارتفع عددهم خلال الشهور الاخيرة الى أكثر من 25 ألفا حيث نجحوا في بناء وإنشاء حلبة مرسى ياس بكامل مرافقها إضافة الى برج الشمس (والتسمية مستوحاة من اعتماده بالاساس على الطاقة الشمسية) وهو مخصص لكبار الشخصيات فضلا عن فندق ياس وهو عبارة عن تحفة معمارية رائعة وراقية ومكوّن من 500 جناح وغرفة فاخرة وتمر عبره سيارات سباق «الفورملا 1» حيث شهد مطلع شهر نوفمبر الماضي أولى بطولات سباق السيارات على مضمار الحلبة وهو ما يمثل رافدا مهمّا لتنشيط حركة السياحة بالجزيرة. ولم يقف الامر عند هذا الحد فبالاضافة الى الحلبة التي صممها مهندس ألماني متخصص في هذا الشأن تم إنشاء سبعة فنادق على الجزيرة بإجمالي نحو 2500 غرفة ومآوى مخصصة لسيارات مشجعي «الفورملا 1» (الذين قد يبلغ عددهم في ساعات الذروة نحو 45 ألف متفرج حسب طاقة استيعاب المدارج المخصصة لهم) إضافة الى مرسى اليخوت الذي يستوعب أكثر من 150 يختا من مختلف الاحجام. ويجري العمل حاليا لافتتاح أكبر مدينة ملاهي مغطاة في العالم وهي مدينة «فيراري بارك» ويعكف العمال الآسيويون تحت أشعة الشمس الحارقة على صيانة السقف العملاق واستكمال ما تبقى من هذا المشروع الضخم، وستتضمن هذه المدينة أكبر وأسرع قطار للالعاب في العالم ستبلغ سرعته نحو 200 كلم في الساعة إضافة الى أكبر مدينة ملاهي مائية في المنطقة العربية. وعندما تكتمل كافة مشاريع التطوير بجزيرة ياس مع مطلع عام 2020 سيقطن الجزيرة نحو 100 ألف ساكن حيث يجري تطوير العديد من المشاريع السكنية إضافة الى تلك المشاريع السياحية والترفيهية. وقد عرض مسؤولو شركة «الدار» المشاريع التي تقوم الشركة بتطويرها في إمارة أبو ظبي مثل مشروع شاطئ الراحة والمقام على مساحة 12 كيلومترا على ساحل جزيرة أبو ظبي إضافة الى مشروع حدائق الراحة ومشروع تطوير السوق المركزي لأبو ظبي ومشاريع منتجعات القرم والفلاح ونور العين والرويس وأبراج بني ياس وبرج المعمورة. وأكد مسؤولو الدار في ردهم على استفسارات «الشروق» ومجمل الاعلاميين والصحفيين الحاضرين أن الدار هي شركة مساهمة عامة تساهم فيها حكومة أبو ظبي بحصة كما تساهم شركات مبادلة بحصة رأس المال إضافة الى مجموعة من المستثمرين الدوليين أما الحصة الاكبر فهي في أيدي المساهمين العاديين من الافراد والشركات والمؤسسات. منتجع جزيرة ياس سيكون إذن مشروعا رائدا ووجها من أوجه التنمية الشاملة التي محورها الانسان وشعارها الاستدامة.