عاش العراق أمس يوما داميا جديدا حيث سقط نحو 130 قتيلا وأكثر من 450 جريحا في خمس تفجيرات متزامنة استهدف بعضها وزارات، في وقت دعت قوى عراقية الى اجتماع برلماني عاجل لاستجواب رئيس الحكومة نوري المالكي والقيادات الامنية ودعت أصوات أخرى الى نقل الملف الأمني الى الأممالمتحدة. فبعد أقل من يومين على اقرار البرلمان العراقي قانون الانتخابات أفاقت بغداد على وقع التفجيرات. تفجيرات مدمّرة وأوضح مصدر حكومي ان الانفجارات التي شهدتها بغداد أمس وقعت بالقرب من سوق الشورجة أكبر أسواق بغداد ازدحاما وفي منطقة القاهرة، قرب وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بمنطقة الاعظمية، فيما وقع الانفجار الثالث في حي المنصور بضواحي بغداد الغربية، بينما وقع الانفجاران الآخران في منطقتي النهضة والدورة. وقالت مصادر أمنية وطبية متطابقة ان التفجيرات التي استخدمت فيها سيارات مفخخة خلّفت نحو 600 شخص بين قتيل وجريح. وأكدت الشرطة العراقية ان أربعة تفجيرات استهدفت مباني حكومية حسّاسة. وجاءت هذه التفجيرات الأكثر دموية منذ أكتوبر الماضي بعد اقرار قانون الانتخابات العراقي، وفي وقت تستعد البلاد لإجراء الانتخابات التشريعية في مارس المقبل. وانتشرت قوات أمنية في المناطق التي شهدت التفجيرات حيث بدأ المواطنون يتجمّعون فيها بحثا عن أقارب قد يكونون من بين الضحايا، فيما شوهدت المروحيات الامريكية تحلّق فوق المناطق المنكوبة. من جانبه قال النائب العراقي أسامة النجيفي إن «هذه الانفجارات تقف وراءها جهات مجرمة تريد ضرب الوضع الأمني الضعيف في بغداد وهو تصعيد خطير ومدان». وأضاف النجيفي «اعتقد ان هذه الانفجارات وما سبقها أثبتت ضعف أجهزة الامن وعدم قدرتها على توفير الامن في بغداد ورغم تكرار هذه الانفجارات لم تحاسب الحكومة الجهات المسؤولة عن حفظ الامن». وتابع النائب العراقي ان «الامر خرج عن نطاق الصبر ولا بدّ ان تتحمل القيادات الامنية المسؤولية وتقدم استقالاتها لأنه من غير المعقول ان تسفك دماء العراقيين يوميا دون ان يكون هناك رادع لهذه الاجهزة وفشل خططها الامنية». غضب على المالكي وفي هذا السياق وقّع أكثر من 50 نائبا عراقيا طلبا رُفع الى رئاسة مجلس النواب لاستدعاء المالكي والقادة الأمنيين الى المجلس لمساءلتهم عن أسباب الخروقات الامنية المتكررة حيث سيتم استجوابهم فعلا غدا الخميس. وزعم المتحدث باسم قوات أمن بغداد قاسم عطاء ان «البعث» و«القاعدة» مسؤولان عن التفجيرات وهما يريدان تحويل حياة العراقيين الى أيام سوداء، وذلك بدعم من جهات خارجية لم يسمّها. من جهته دعا نائب رئيس العراق المحتل عادل عبد المهدي الى حشد جميع الجهود لمواجهة «الارهاب» والتعامل معه كملف جرائم حرب وإبادة وتعزيز قدرات القوات المسلحة والاجهزة الامنية واشراك أبناء الشعب العراقي في الجهد الامني المبذول لمحاصرة الارهاب وعصابات القتل الجماعي» حسب تعبيره.