أثار الاعتداء العنيف الذي تعرض له رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني استياء الصحافة الايطالية الصادرة أمس واستنفار الحكومة التي عقدت اجتماعا أمنيا عالي المستوى برئاسة وزير الداخلية روبرتو ماروني في مقر قيادة الامن في ميلانو، فيما أكد الفحص الطبي وجود كسر في حاجب برلسكوني وكسر اثنين من أسنان فكّه العلوي. وأشار رئيس فريق الاطباء المعالج لبرلسكوني ألبيرتو زانغريللو الى أن الفحوص السريرية التي أجريت الليلة قبل الماضية كشفت عن استقرار حالته الصحية. لكن رئيس الوزراء الايطالي كان من الناحية النفسية في «أسوإ الاحوال» ومازال تحت وقع الصدمة. ليلة هادئة وأردف زانغريلو ان برلسكوني أمضى ليلة هادئة في مستشفى سان رافاييلي دي ميلان وأنه سيظل تحت المراقبة ليوم أو يومين. وتابع أن رئيس الوزراء الايطالي طلب فور استيقاظه الاطلاع على الصحف الصادرة أمس. وحسب مصادر اعلامية متطابقة فإن ثلة من مؤيدي برلسكوني رفعوا على مدخل المستشفى لافتة زيّنت بالعلم الايطالي وكتب عليها «برسلكوني نتمنى لك شفاءً عاجلا... الايطاليون الأصيلون معك دائما». كما أكدت أن والد المعتدي ماسيمو تارتاليا الذي وُضع في حبس انفرادي تحت رقابة مشددة، بادر الى الاتصال بالمستشفى مبديا استياءه الشديد من فعلة نجله الذي يعاني من مشاكل نفسية. وماسيمو تارتاليا (42 سنة) رشق رئيس الوزراء الايطالي بتمثال صغير في وجهه مساء أول أمس الاحد، يتلقى علاجا نفسيا منذ عشرة أعوام. استهجان اعلامي في هذه الاثناء استهجنت الصحف الايطالية المعبرة عن مختلف التوجهات السياسية الاعتداء مبدية شجبها لحالة العنف والاحتقان المخيمة على المشهد السياسي المحلّي. فقد عنونت صحيفة «إيل جورنالي» التي تملكها عائلة برلسكوني صفحتها الاولى ب«عنف بنيوي» معتبرة أن المهاجم مجنون بيد أن المحرضين المعنويين معروفون حتى لدى بعض السياسيين المنحدرين من «وسط اليمين». وأضاف انه لم يكن صدفة ان يقع مثل هذا الاعتداء في ذاك اليوم وضد رئيس الوزراء الايطالي. من جهتها، رأت صحيفة «لاريبوليك» ان الفيلم الدراماتيكي الذي حصل في ساحة كاتدرائية ميلانو يدل على تدهور المناخ السياسي في ايطاليا. وأردفت ان الوقوف في وجه «جنون الاعتداء» واجب لأن الحرية أصبحت على المحك، موضحة ان على الاصدقاء والخصوم والمناصرين والمعارضين ان يكونوا متضامنين مع برلسكوني. بدورها انتقدت جريدة «كورييرا ديلاسيرا» الجو المسموم في الوسط السياسي، قائلة ان الحقد السياسي وحش من الصعب جدا كبحه حين يفلت. ونددت بالقصور الأمني الطارئ في نظام حماية رئيس الحكومة. أما صحيفة «لاستامبا» فقد أماطت اللثام عن تلقيها العديد من الرسائل من الاشخاص الذين فسّروا ما حصل ويتفهمونه كرد فعل على حكومة يصفونها بأنها معادية للأجانب وغير ديمقراطية وعنصرية