أكد وزير الداخلية الايطالي روبرتو ماروني ان الاعتداء الذي تعرض له رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني مدبر له مسبقا فيما قدم المعتدي ماسيمو تارتاليا اعتذاره لبرلسكوني عن فعلته التي وصفها بالجبانة والطائشة. وكشف ماروني عن حضور تارتاليا الى ساحة التجمع بميلانو قبل مجيء برلسكوني بعدة ساعات حاملا معه عبوّة من بخاخ الفلفل الحار وصليبا. وتتوافق تصريحات وزير الداخلية الايطالي مع ما كشفت عنه صحيفة «لاريبوبليكا» بأن افرادا زوّدوا المعتدي بتمثال كاِثدرائية ميلانو الذي صوّبه في وجه برلسكوني. أسف واعتذار في غضون ذلك اعرب ماسيمو تارتاليا عن أسفه العميق عن الاعتداء الدموي ونقلت وكالة الأنباء الايطالية «أنس» عن خطاب بعثه المعتدي لبرلسكوني ان تارتاليا يشعر بالأسف الشديد والعميق عن الفعلة الجبانة والطائشة. وفي تعليقها عن الحادث، عبرت الصحف الايطالية عن صدمتها من الحادث مشيرة الى ان الاعتداء يكشف عن التوتر السياسي الحاد في ايطاليا ويميط اللثام عن الثغرات الأمنية الموجودة. فقد أكدت صحيفة «لاريبوبليكا» أن الهجوم يظهر التدهور الخطير للجو السياسي في ايطاليا. ونقلت «لا ريبوبليكا» عن الناطق باسم سيلفيو برلسكوني قوله ان الأخير توقع الحادث. وأضاف باولو بونايوتي ان رئيس الوزراء الايطالي سأله في طريقهما الى التجمع في ميلانو «ألا تعتقد أنه قد يحصل شيء ما .. هناك دوامة من الحقد»؟ ونسبت وكالات أنباء للمواطنين الايطاليين تعبيرهم عن صدمتهم ورفضهم لما جرى، مؤكدين ان هذا التصرف غير انساني ويسيء لصورة ايطاليا في عيون العالم. وشدد المستجوبون من قبل الجهات الاعلامية على انّه أيا كان رأيك في سياسات برلسكوني فان التصرف لا بد أن يكون لائقا وبعيدا عن الفوضى والعنف. في المقابل، حمّل بعض الايطاليين برلسكوني مسؤولية الاعتداء مضيفين أنه سعى الى ذلك الهجوم عبر استفزاز الناس طوال الوقت وأكدوا ان برلسكوني محظوظ لأنه لم يفقد حياته، فقد يلتقي بشخص أكثر جنونا يطلق النار عليه. كما نددت الصحافة الايطالية بنظام حماية برلسكوني مشيرة الى ان الهجوم كشف عن وجود خطأين أمنيين الأول هو تمكن مجهول من الاقتراب من رئيس الوزراء الايطالي والثاني العجز عن اجلائه بسرعة. اتهام وامتدادا للحادث، اتهم عدد من مسؤولي اليمين الايطالي قاضي مكافحة الفساد سابقا دي بيترو بتأجيج التوترات السياسية في الاسابيع الماضية. واعتبر مؤيدو برلسكوني ان دي بيترو ضالع ولو بشكل غير مباشر، في الهجوم باعتباره أثقل الجو السياسي بتصريحاته ضد برلسكوني. طبيا، رجح الطبيب الخاص لبرلسكوني مغادرته اليوم للمستشفى داعيا اياه الى الامتناع عن القيام بأي نشاطات عامة لمدة أسبوعين على الأقل وبشكل خاص تلك التي قد تسبب له التوتر.