سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مذكرات سياسي في «الشروق»: الأستاذ أحمد بن صالح وأسرار وخفايا تكشف لأوّل مرّة (140): حسّان بلخوجة يكشف إثر زيارة الى يوغسلافيا: تيتو حوّر تجربته... وأخذ النموذج التونسي في أسلوب الملكية
حوار وإعداد فاطمة بن عبد اللّه الكرّاي يواصل صاحب هذه المذكرات سرد القصص التي ميّزت فترة انطلاق تجربة التعاضد حيث كشف النقاب عن أن التعاضديات التجارية عرفت نفس مسار النجاح الذي عرفته وحدات الانتاج الفلاحي... وكشف «سي احمد» النقاب عن أن تجربة تعاضدية «النجاح» بتونس العاصمة تعدّ خير دليل على نجاح التجربة برمّتها... «فقد اعتبرت آنذاك تعاضدية النجاح التجارية نموذجا للمغازات الكبرى التونسية البحتة... وها نحن نرى أنه بعد زمن قد استجلبنا ما كان يمكن ان تكون عليه «النجاح» وأقصد تعاضديات (شركات) كبرى مثل «كارفور» و«جيان» و«شامبيون»... يضحك «سي احمد» ثم يواصل: «في أثناء الفترة المشار إليها والتي تُعدّ بنسبة ما تجربة ثورية، فإن التعاضديات كانت على ملك العاملين فيها، تجارية كانت أم فلاحية... وهنا أشدد على أن المالكين العاملين في هذه التعاضديات لهم وثائقهم التي تثبت ملكيتهم واحدا واحدا... وهنا نذكر على سبيل المثال لا الحصر، أنه وفي تلك الفترة، وبالنسبة إلى التعاضديات الفلاحية، تشرّفنا بزيارة الماريشال «تيتو» رئيس يوغسلافيا، ووقعت أحاديث ونقاشات معه ومع أعضاء الوفد المرافق له حول المسعى التونسي في إحياء جانب من الاقتصاد وخاصة قسما من الفلاحة المشتتة وقسما من التجارة المشتتة، على أساس الملكية هنا وهناك كانت وبقيت ملكية للعاملين فيها. ولم تكن بالمرة ملكية الدولة ولا تحت سيطرة الدولة». ولكن أين الدولة من كل هذه التجربة، أين موقعها من العملية التجارية والعملية الانتاجية الفلاحية؟ عن هذا السؤال يقول «سي أحمد» بن صالح: «الدولة قامت بواجبها من حيث الدعم والرقابة والانطلاق.. والتكوين...» قلت ل«سي احمد» : ماذا كان انطباع الماريشال تيتو والوفد المرافق له، عن التجربة التونسية في المجال؟ قال: «عاد الماريشال تيتو الى بلده، ويمكن ان نقول إنه لم يلبث كثيرا، حتى أرسل رئيس برلمان يوغسلافيا السيد «هومو» Humo مع وفد للاطلاع عن كثب، على المجهود التونسي خاصة في مجال الفلاحة. وعاد الى بلده ولم يلبث ان دعوا الى يوغسلافيا مدير البنك الزراعي التونسي BNA حسّان بلخوجة، وأقام أياما هناك ورجع مهلّلا حيث قال لي وللرئيس بورقيبة خاصة انه دُعي ليشاهد ان يوغسلافيا عدلت عن تجربتها في ملكية أراضي التعاضديات التي كانت ملكا للدولة، وقال حسان بلخوجة للرئيس ثم للصحافة إن يوغسلافيا اتبعت الطريقة التونسية في كيفية ملكية الاراضي والتعاضديات التجارية التي كانت باسم الفلاّحين والتجّار الخواص العاملين فيها أنفسهم...» وهنا يشير صاحب المذكرات الى بعض العراقيل التي أمكن رصدها خلال المسار والفترة المذكورة، فقال: «اختلطت الطرق في وقت من الأوقات، ومرّ المخطط الانتقالي (ثلاث سنوات) بسلام... كما مرّ المخطط الثاني بسلام أيضا...» فإلى تفاصيل أخرى مما يستذكر لنا «سي احمد بن صالح» عن كل تلك الفترة.