أي دور للتعاونيات في تنمية الاقتصاد الاجتماعي وكيف تتحوّل التعاونيات من مرحلة التطوع الى مرحلة الاحترافية؟ هذا الموضوع الذي تناولته يوم أمس الندوة العربية الاولى حول التعاونيات والاقتصاد الاجتماعي اعتبره الخبراء من أهم المواضيع التي تطرح في ملف التعاونيات والعمل التعاوني بعد الازمة المالية العالمية التي شهدها العالم وانهيار الانظمة الاقتصادية. الندوة أشرف على افتتاحها السيد علي الشاوش وزير الشؤون الاجتماعية وقام بتقديمها السيد منصف فنيش رئيس الاتحاد الوطني للتعاونيات بحضور عدد كبير من كوادر التعاونيات في عدد من البلدان العربية. وخلال كلمته التي ألقاها أمام المشاركين في الندوة بيّن السيد علي الشاوش أهمية العمل التعاوني والاجتماعي مؤكدا نجاح تونس وقيادتها في بعث آليات للعمل الاجتماعي والتضامني مكنت تونس من تحقيق النهضة الاجتماعية الشاملة والتخفيض من نسبة الفقر لتبلغ 3،8٪. وقال إن صندوق التضامن الوطني مكن من التدخل لفائدة أكثر من 280 ألفا تضم حوالي مليون و500 ألف شخص. كما مكن بنك التضامن من تمويل المشاريع لآلاف الشبان. وقال الوزير إن نسبة الطبقة الوسطى في المجتمع التونسي تبلغ 80٪ وهو ما يؤكد نجاح منوال التنمية الاجتماعية في تونس. وكان السيد منصف فنيش رئيس الاتحاد الوطني للتعاونيات قد أكد في كلمته على ضرورة تدعيم العمل التعاوني مبرزا دور التعاونيات في تحقيق التنمية الاجتماعية وخلق فرص العمل لآلاف الشبان من خريجي الجامعات. وأبرز السيد منصف فنيش ان التجربة التونسية في العمل التعاوني جديرة بالاهتمام. سؤال كيف يتحوّل العمل التعاوني من التطوع الى الاحترافية ذلك هو السؤال الذي يطرح الآن بإلحاح في خضم التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي يمر بها العالم. وتعرف الآن التعاونيات انطلاقة حقيقية وكبيرة بعد الازمة الاقتصادية التي ضربت العالم وخلفت الكثير من الانعكاسات السلبية. وهذه الانطلاقة جعلت الكثير من الخبراء يؤكدون أن العمل التعاوني سيشهد صحوة كبيرة تستدعي فعلا التحوّل من التطوع الى الاحترافية.