عزا الرئيس السوري بشار الأسد تعثر محادثات السلام مع اسرائيل الى لا مبالاة تل أبيب بتحقيق التسوية في منطقة الشرق الأوسط معتبرا انها تسعى فقط الى «هدم» عملية السلام من أساسها. وقال الأسد في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في دمشق ان مطلب اسرائيل بمفاوضات من دون شروط يعني أنها تريد «هدم» عملية السلام. بناء دون أساس وأوضح في ذات السياق أن مفاوضات من دون شروط هي كالبناء من دون أساس من السهل للغاية هدمه، والاسرائيليون من خلال هذا المطلب يريدون «هدم عملية السلام، مشددا على أن الموقف الاسرائيلي سبب تعثر محادثات السلام «السورية الاسرائيلية». وأردف انه بحث مع اردوغان أدوات اخراج عملية السلام من المأزق الذي وصلت اليه والذي يعتقد ان سببه الرئيسي هو غياب الشريك الاسرائيلي الجدي الذي يسعى فعلا الى تحقيق السلام في الشرق الأوسط. وفي تطرقه الى الموضوع اللبناني، أبدى الأسد تطلعه الى زيارة بيروت مستدركا انه يريدها في الوقت المناسب. وقال في هذا الإطار : زرت لبنان عام 2002 كرئيس للجمهورية ومن الطبيعي ان تكون لي في يوم من الأيام زيارة الى لبنان.. وهذا ليس شيئا مستغربا». وأضاف : «في الحقيقة لم توجه لي دعوة ولا بد من القيام ببعض الخطوات في العلاقات الثنائية وهذا لن يستغرق وقتا طويلا .. تهمني زيارة لبنان وستكون في الوقت المناسب». وأماط الرئيس السوري اللثام عن دور مهم لعبته أنقرة في الشأن اللبناني معتبرا أن الدور كان بعيدا عن الاعلام لأنه لم يكن يبحث عن إيران الدور التركي وانما كان يهدف الى أن تكون العلاقات بين الدول سليمة وطبيعية ملؤها المحبة والاحترام. بدوره جدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان التزام بلاده بالوساطة في محادثات السلام، مبديا استعداد تركيا لاستئناف الدور المنوط بها لدفع مسيرة التسوية بين الطرفين. شراكة استراتيجية في غضون ذلك وافقت الحكومتان السورية والتركية الليلة قبل الماضية على تأسيس شراكة استراتيجية طويلة المدى قادرة على توسيع تعاونهما حول عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك. وذكر البيان الختامي المشترك الذي صدر في أعقاب أعمال مجلس التعاون الاستراتيجي السوري التركي أن مسيرة التعاون الثنائي المشترك أفضت الى ابرام 51 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبروتوكول بين الجانبين. كما أعرب رئيس الوزراء السوري ناجي العطري ونظيره التركي رجب طيب أردوغان عن ارتياحهما للإلغاء المتبادل لتأشيرات الدخول بين البلدين وتدشين خط سكك حديد «حلب - غازي عنتاب». مما سيسهل مزيد التواصل بين الشعبين وييسر تدفق التجارة بينهما. والتقى زهاء 350 رجل أعمال ومستثمر وممثل شركات في كلا البلدين قصد تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية واقامة المشاريع المشتركة.