واشنطن- يسعى المدير السابق لمنظمة الشؤون العامة الاميركية الاسرائيلية "إيباك" التي تمثل اللوبي اليهودي - الإسرائيلي في الولاياتالمتحدة توماس داين إلى تشجيع الحوار السوري - الأميركي بما يساعد لاحقا على تحقيق تسوية للصراع العربي الإسرائيلي على المسار السوري. ويترأس داين حاليا مجموعة العمل الأميركية - السورية التي شكلتها منظمة البحث عن أرضية مشتركة التي تتخذ من واشنطن مقرا لها منذ تأسيسها في عام 1982 من قبل المسؤول السابق في مكتب الاستخبارات والأبحاث بوزارة الخارجية الأميركية جون ماركس وزوجته سوزان كولينز من جنوب أفريقيا. وقد وسعت المنظمة انتشارها حيث تتواجد حاليا في 18 بلدا من بينها المغرب وسورية وعددا من الدول الأوروبية. وتضم مجموعة العمل السورية الأميركية التي تشكلت في العام الماضي، 16 شخصية سياسية وأكاديمية بارزة بواقع ثمانية من كل بلد من بينهم سفراء أميركيون سابقون ومستشارون حاليون للحكومة السورية. وكان أبرز أنشطتها ترتيب جولة لثلاثة من أعضائها السوريين في واشنطن وهيوستن ولوس أنجيليس في أواخر شهر تموز (يوليو) الماضي حيث التقوا مع أعضاء في الكونغرس الأميركي ومراكز بحث ووسائل إعلام أميركية. وكان من المقرر أن يجتمعوا مع مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ويلش، بيد ان وزارة الخارجية الأميركية ألغته في آخر لحظة. والسوريون الثلاثة هم سمير سعيفان وسامي مبيض وسمير التقي. وعزا داين إلغاء الاجتماع إلى إلغاء المستشار القانوني لوزارة الخارجية السورية رياض الداوودي الذي كان يفترض أن يكون في عداد الوفد زيارته لواشنطن بسبب تمديد زيارته إلى بغداد ومن ثم اضطراره إلى حضور اجتماع خاص في دمشق حول المجادثات السورية الإسرائيلية غير المباشرة التي تجري برعاية تركيا. غير أن جوشوا لانديس الخبير الأميركي في الشؤون السورية قدم تفسيرا آخر لإلغاء الاجتماع قائلا إن "سورية أرادت استخدام داين لفتح الأبواب في واشنطن، وكان يفترض أن يرتب الاجتماع بين الداوودي وويلش، ولكن ذلك لم يتحقق". ومن بين الأعضاء الأميركيين في لجنة العمل صموئيل لويس السفير الأميركي الأسبق لدى إسرائيل، والسفير السابق لدى سورية ثيودور قطوف، والعضو السابق في مجلس النواب الأميركي عن ولاية تكساس ستيف بارتليت، وروبرت مالي، المدير السابق للشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي في عهد الرئيس بيل كلينتون، وجون ماركس. ويعتقد داين الذي عمل على تعزيز وتكريس الدور المهم ل "إيباك" خلال إدارته لها لأكثر من 13 عاما (1980-1993)، أن اللجوء إلى آلية المسار المزدوج الذي يشمل الحكومات والقطاع الخاص قد يكون من افضل السبل للتقريب بين أطراف الصراع. كما عمل داين عقب تركه "إيباك" في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ثم تولى رئاسة راديو "أوروبا الحرة" التابع لإذاعة صوت أميركا في الفترة من 1997-2005 ليتولى بعد ذلك رئاسة فيديرالية الجالية اليهودية في سان فرانسيسكو حتى العام الماضي قبل ان يعمل مستشارا لمنظمة البحث عن أرضية مشتركة في إطار ما يسمى "المبادرة من اجل السلام في الشرق الأوسط". وتزامنت جهود داين مع المفاوضات السورية الإسرائيلية غير المباشرة برعاية تركيا، وأيضا في وقت تسعى فيه فرنسا الى القيام بدور الوساطة في هذه المفاوضات التي تأمل سورية أن تصبح مباشرة، وهو ما يحتاج إلى دور أميركي مباشر، غير أن مسؤولا سوريا قال إن الدعم الأميركي لجهود دبلوماسية فرنسية لم يكن كافيا لتحقيق تقدم حقيقي. ولم تظهر حكومة الرئيس الأميركي جورج بوش أي مؤشرعلى أستعدادها للانضمام إلى الجهود الدبلوماسية الفرنسية والتركية في وقت لم يبق للرئيس بوش وحكومته سوى ثلاثة أشهر في السلطة، كما أن المفاوضات السورية الإسرائيلية غير المباشرة المجمدة حاليا بسبب ما قال السوريون إن عائد الى استقالة يورام توربوفيتش رئيس الفريق الإسرائيلي المفاوض مع سورية منصبه كرئيس لموظفي ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، وانتظار حسم الصراع في النصف الثاني من شهر ايلول (سبتمبر) الجاري في حزب "كاديما" الإسرائيلي على خلافة إيهود أولمرت الذي كان أطلق المفاوضات غير المباشرة مع سورية برعاية تركيا. وعلى رغم أقرار داين انه "لم يكن الجانبان في اي وقت مضى بهذا القرب الذي نشاهده" الا انه عبر عن تفاؤله ب "إننا نقترب من لحظة استراتيجية". واثارت الزيارة التي قام بها إلى تركيا في نهاية الأسبوع الماضي وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ويليام بيرنز الكثير من التكهنات حول إمكانية تحقيق مشاركة أميركية في المحادثات السورية الإسرائيلية التي قد تستأنف يومي 18 و 19 ايلول (سبتمبر) الجاري، الا ان الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت وود نفى يوم الجمعة الماضي علمه بأي خطط لإرسال مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الشرق الأوسط ديفيد وولش إلى تلك المحادثات. وقال "ما نرغب فى رؤيته هو أن تلعب سورية دورا أكثر إيجابية فى المنطقة، وألا تتدخل في شؤون لبنان" مضيفا "أنه إذا ما كانت سورية مهتمة باقامة علاقات مع إسرائيل يتعين عليها أن تعلن أنها تعمل تجاه سلام حقيقي وتعمل على تحقيق ذلك". كما نفى مسؤول في السفارة الأميركية في تل أبيب أية مشاركة أميركية في المفاوضات التي جرت في تركيا. ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية اليوم الأحد عن مسؤول اميركى قوله "إنه ليس هناك خطط لإرسال مبعوث أميركي إلى هذه المحادثات". وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤول نفى ما قاله مصدر أوروبي يقيم في تل أبيب بأن الجولة المقبلة لتلك المحادثات سيشرف عليها مسئول أميركي كبير. وأوضحت الصحيفة الاسرائيلية أن المصدر الأوروبى كان في إسرائيل لإطلاع الحكومة على نتائج القمة الرباعي التي جرت فى دمشق يوم الاثنين الماضي بين الرئيسين السوري بشار الاسد ونظيره الفرنسي نيكولاي ساركوزي وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان .