إن ظلم الأهل أشد مضاضة على المرء من وقع الخنجر في الظهر ذلك ان متوسط ميدان فريق «بوقرنين» وقائده أنيس بن شويخة بات يحمل خلال الايام القليلة الماضية جرحا عميقا من الصدر حتى الحلق بعد الهجمة التي قادتها ضده بدهاء فئة تدّعي عشقها للأبيض والأخضر وتعمل جاهدة على الاطاحة بأنيس بن شويخة والتعجيل برحيله. حكاية الذي دخل من الباب الكبير ليخرج من النافذة! ان مجرد النظر في هذه الحكاية التي تجمع بن شويخة بنادي حمام الانف تجعلنا نستحضر حكاية (السموأل) ذلك الشخص الذي شيّد قصرا فلما أحكم البناء بعد 20 عاما بالتمام والكمال رُمي من أعلى قمة في ذلك القصر!!! وأنيس بن شويخة قد يغادر هو الآخر فريق «بوقرنين» بتلك الطريقة المهينة التي لا تعكس ما قدّمه هذا اللاعب للأبيض والاخضر ومساهمته في نحت ملحمة خالدة عنوانها كأس تونس عام 2001.. ويبدو ان نادي حمام الانف لم يحصل قطّ ان عرف من قبل لاعبا مميزا مثل بن شويخة الذي برهن عن ذهن وقّاد ومستعد لإنجاز أشدّ المهمات تعقيدا في وسط الميدان وهو مثال للقائد الذي يشعر معه اللاعبون بأكثر ثقة وجرأة. الحسابات القاتلة!! ان ما يحزّ في النفس ان هذه الفئة لم تستند في هجمتها الشرسة على بن شويخة على الجانب الكروي بل انها عمدت الى نعت بن شويخة ب «الدخيل» على الفريق!!! لا لشيء الا لأنه يقطن في «بوقرنين» بدل «الشعبية»!!! يبدو ان تلك الفئة نسيت ان أنيس وكل تونسي ينتمي الى كل شبر من تراب هذا الوطن من بنزرت الى بن قردان.. ثم يبدو انها تجاهلت ايضا ان أحد أبرز مؤسسي فريق بوقرنين وهو المرحوم الدكتور بوزفارة نفسه كان أصيل المهدية.. جلسة تقرير المصير خلال الساعات القادمة سيجلس أنيس ورئيس الفريق السيد منجي بحر على طاولة واحدة سيكون عنوان هذه الجلسة: تحديد المصير فإما البقاء او الرحيل خاصة وأن عدة اندية تونسية ترغب في الظفر بخدمات أنيس بن شويخة ومع ذلك فإن أنيس مازال يردّد قائلا: «وإن تصبك من الحوادث نكبة فاصبر لها فلعلّها تتكشّف».