كلّما تعلّق الأمر بمقابلات نادي حمام الأنف والترجي الرياضي تشعر جماهير فريق «بوقرنين» بالكثير من القلق بحكم انحياز التاريخ إلى جانب فريق «باب سويقة». التاريخ يقف إلى جانب الأصفر والأحمر حيث يعود آخر انتصار حققه نادي حمام الأنف على حساب الترجي إلى يوم 2 ديسمبر 1984 بنتيجة هدفين لهدف واحد في سباق البطولة الوطنية وهو ما يعني أن «الهمهاما» عجزت عن الإطاحة بالترجيين منذ حوالي 27 عاما وقد كان سعي الفريق في معانقة الفوز على حساب الأصفر والأحمر أشبه بمحاولات «سيزيف» فالفريق كاد يكسر هذا الحاجز النفسي خلال موسم 20012002 بقيادة المدرب رضا عكاشة عندما تقدم في النتيجة بهدفين لصفر لكن الترجي عاد من بعيد وأجبر زملاء بن شويخة على نتيجة التعادل (22) أما المقابلة الأبرز والتي كان خلالها نادي حمام الأنف قاب قوسين أو أدنى من الفوز على الترجي فكانت خلال الموسم الماضي بملعب المنزه حيث تقدم الفريق بثلاثية كاملة لكن الترجي مرة أخرى يرفض الانحاء أمام الأبيض والأخضر وعاد في نتيجة المقابلة بأعجوبة (33) في ليلة مشهودة شهدت أحداثا مؤسفة أدت إلى إيقاف حوالي 200 من محبي الترجي الرياضي وقدرت الخسائر بحوالي 100 ألف دينار بالإضافة إلى إصابة العشرات من أعوان الأمن وكذلك انقطاع الكهرباء في الملعب وسط تضارب الأنباء إن كان الأمر بفعل فاعل أم أنه مجرد خطإ تقني بحت. «الشروق» فتحت صفحات الترجي ونادي حمام الأنف فخرجنا بالشذرات التالية: متاعب «الهمهاما» مع الترجي لا تنتهي بالإضافة إلى مقابلة المنزه التي مازالت أحداثها جاثمة على صدور أبناء «الهمهاما» فإن الرئيس السابق للفريق حمادي العتروس والذي سبق له أيضا تقمص ألوان النادي كلاعب عادت به الذاكرة إلى سنوات الستينات حيث يرفض نسيان تلك المقابلة التي انحنى فيها فريق الملعب التونسي أمام الترجي الرياضي خلال موسم 19621963 بخماسية كاملة وهو ما تسبب بطريقة غير مباشرة في نزول نادي حمام الأنف إلى الدرجة الثانية مقابل بقاء الترجي الرياضي في القسم الأول بما أنهما كانا يلعبان من أجل تفادي النزول ويذكر العتروس أيضا أن نادي حمام الأنف وبالرغم من مغادرته عقب ذلك الموسم لدائرة الأضواء فإنه قهر الظروف وتحدى الترجي الرياضي عندما بلغ الأبيض والأخضر الدور النهائي لكأس تونس يوم 10 ماي 1964 بملعب المنزه وقال العتروس إن كل الظروف كانت مناسبة ليظفر الترجيون باللقب بصعوبة (هدف مقابل صفر سجله الشاذلي العويني في الدقيقة 80)... مقابلة خاصة جدا ل«سيسي» وبن شويخة وبحر يبدو أن نادي حمام الأنف وقياسا بكل المعطيات المذكورة فإنه لن يساوم على نتيجة مقابلة الغد أمام الترجي خاصة إذا أضفنا عدة أسباب أخرى تأتي على رأسها رغبة المدافع السينغالي سليم سيسي في تحقيق الفوز على حساب الترجي قبل أن يشد الرحال إلى السينغال بعد أن وضع حدا لمشواره الكروي والأمر نفسه بالنسبة لقائد النادي أنيس بن شويخة الذي قاد فريقه إلى الفوز على كل الأندية الكبرى (النادي الإفريقي والنجم الساحلي والنادي الصفاقسي) إلا أنه فشل في تحقيق هذا الأمر أمام الترجي بالرغم من أن بن شويخة يلعب في الفريق الأول ل«الهمهاما» منذ عام 1997 ولا ننسى كذلك أن الرئيس الحالي المنجي بحر يتطلع بدوره إنهاء فترة رئاسته للنادي بفوز تاريخي على حساب فريق «باب سويقة». نادي حمام الأنف تعود على تقرير مصير البطولة خلال موسم 20082009 قرّر نادي حمام الأنف أن يقهر أحد كبار الكرة التونسية وتحديدا النادي الإفريقي حيث حقق على حسابه فوزا تاريخيا جعله يتدحرج إلى المرتبة الثانية خلف الترجي الرياضي وقد أفسد نادي حمام الأنف أفراح الأفارقة في ظرف أسبوع واحد فهل يعيد نادي حمام الأنف السيناريو نفسه مع الترجي ويحول وجهة اللقب هذه المرة باتجاه سوسة؟ المنجي بحر لا يساوم تحدثنا إلى الرئيس الحالي لنادي حمام الأنف المنجي بحر عن مقابلة الغد أمام الترجي فأكد لنا ما يلي: «أؤكد في البداية أن نادي حمام الأنف يحترم ميثاق الرياضي فعلاقتنا متميزة مع كل الأندية التونسية سواء تعلق الأمر بالترجي أو أيضا بقية الفرق وهذه العلاقات لا يمكنها أن تتأثر مطلقا بالنتائج الحاصلة أثناء المقابلات فنحن ندعم هذه العلاقات ولكن فوق الميدان لا نساوم على النتيجة». الزيتوني يعد بالانتصار الحارس الأول لنادي حمام الأنف أنيس الزيتوني يؤكد بدوره على قدرة فريقه الإطاحة بالترجي الرياضي ويقول الزيتوني: «تعودنا على تحقيق الانتصارات على الفرق الكبرى فقد فزنا على حساب النادي الإفريقي وفعلنا الأمر نفسه مؤخرا أمام النجم في عقر داره لذلك أظن أننا قادرون على تحقيق الفوز أمام الترجي». حتى لا ننسى بالرغم من كل هذه الأحزان التي تسبب بها الترجي لفريق نادي حمام الأنف فإن العلاقات بينهما بقيت متميزة جدا بدليل أنهما تبادلا أكثر من 40 لاعبا على امتداد العقود الماضية ولو أن بعض الأطراف تؤكد أن الترجي كان المستفيد الأكبر من هذه السوق النشطة بين الفريقين خاصة أن «الهمهاما» أهدت الترجي أحد أفضل لاعبي كرة التونسية: تميم الحزامي وكذلك أحد أبرز اللاعبين في الكرة الطائرة محمد البغدادي...