حوار وإعداد فاطمة بن عبد اللّه الكرّاي قال «سي أحمد» بن صالح في حلقة أمس، ان الوزارة سلّمت بداية الستينات منجمي الجريصة و«القلعة الجرداء» الى العمال، حتى يتولوا عملية الانتاج والانتفاع بها لأنفسهم على أساس انها عملية «تعاضد صناعية».. وكان قد كشف «سي أحمد» النقاب عن فحوى ودوافع ومرامي الزوبعة التي تمّت بخصوص اليورانيوم في الفسفاط التونسي. وأضاف بخصوص المنجمين المذكورين: «لا أتذكّر تفاصيل ولكن باعتقادي انهم (العمال) نجحوا وتصرّفوا بإيجابية... فقد كنّا سلّمناهما كدولة الى العمال عبر الاتحاد العام التونسي للشغل (تحديدا جامعة المناجم) والتفتنا الى شواغل أخرى... مثل الفولاذ». قلت لصاحب المذكرات مقاطعة: مصنع الفولاذ بمنزل بورقيبة، هل هو ورثة عن الفرنسيين كما شركة فسفاط قفصة مثلا؟ فقال: «أبدا.. مصنع الفولاذ أنشئ في بداية الستينات وهو من المصانع الكبرى والضخمة وقد أنجزناه مع النرويجيين وقد أصبح من المؤسسات الصناعية الهامة في تونس تولى تسييره مهندس ممتاز هو المكّي الزيدي.. وقد سير المصنع بإيجابية وامتياز، وبعث «سي المكي» العمال من تونس الى النرويج لكي يتكوّنوا في المجال، وأذكر ان النمسا كذلك ساهمت في انجاز هذا المصنع للفولاذ أيضا. قلت له: وفرنسا هل لها دور؟ قال: «لا...في مجال الفولاذ لم يكن لها دور... فقد كان انجاز المصنع وتأسيسه يتطلب تكوينا للعمال، وقد تكفل النرويج بهذا الأمر كما ذكرت... فقد كان مطلوب، ان يتعلّم العمال تقنيات التعامل مع الحديد بطرق وأساليب جديدة ومتطوّرة.. وكان المهندس مكي الزيدي كما ذكرت، عنصرا بارزا في كل هذه المراحل... فكانت العملية برمتها، متوازنة بين القطاعات فيها التصحيح وفيها التأسيس.. من ذلك ان الفسفاط مثلا، وبعد كل ما قمنا به وذكرته، أحييناه وأصبح الانتاج التونسي مهمّا.. ولكن لا أدري هل تواصلت العناية به كقطاع أم لا... ليس لي معلومات». هنا سألت صاحب المذكرات عن معمل الحلفاء بالقصرين، فقال مقاطعا نص السؤال: «بخصوص معمل الحلفاء بالقصرين ، فقد ذكرت لك سابقا، أننا استيقظنا للموضوع منذ 1955 لما كنت كاتبا عاما للاتحاد العام التونسي للشغل، وذكرت لك كيف ان اصدقاء نقابيين أمريكان أهدوا لنا المثال الذي أردناه للمصنع بعد أن بسطنا عليهم موضوع المصنع.. وهو في الحقيقة، مصنعان وليس مصنعا واحدا... معمل الحلفاء ومعمل الورق بالقصرين كل هذا كان مندرجا في التوجه العام للمخطط في نطاق نقطة التنمية الجهوية والتوازن بين الجهات. كما ان ذات الحركية مسّت قطاع النسيج الذي عرف ازدهارا فقد كان لدينا بين 12 و14 دولة نجتمع معها كل سنة ولنا معها تعامل وتعاون، وكانت العملية متفاوتة بين دولة وأخرى، في مجال التعاون مع تونس... وهناك قطاع تجاري ضمن مجال التعاون، وهنا ملف المساعدة، وكل دولة تتعامل معنا كتونس، لها مشروع أو اثنان، تتعامل فيه معنا... وكنت أترأس سنويا الجلسة المشتركة بين تونس وهذه البلدان التي يفوق عددها العشرة، وبحضور الكاتب العام عن البنك الدولي.. كنا نجتمع في تونس كما ذكرت، وأعطيهم بسطة عن الذي أنجز في السنة المنقضية، وما ينتظرنا من مشاريع للسنة المقبلة.. تماما كما نقوم بذلك تحت قبّة البرلمان.. ولكن ضمن هذا المشهد التعاوني بين تونس وهذه الدول، هناك من الدول من لها حظوة خاصة في مجال التعامل مع تونس.. غدا ان شاء الله نواصل بقية هذه القصة... في تونس المخطط.. وتونس المستقلة حديثا..