بحضور هام للعائلات بالجهة وأحباء الفنون احتضنت مؤخرا القاعة الكبرى للكنيسية سابقا بدار الثقافة الشيخ إدريس ببنزرت فعاليات العرض الموسيقي «جيناكم زيّار» لمجموعة الفنان: «سليم البكوش» وذلك في تجربة ثانية... وقد التأم هذا اللقاء الثقافي بالتعاون بين الدار وودادية قدماء معاهد بنزرت في إطار الدورة الاولى لسلسلة الايام الثقافية الشتوية... عن هذا العمل أوضح الفنان: «سليم البكوش» في لقاء خاص بالشروق أنه يشكل إعادة الحياة الى تراث الجهة وفق توزيع صوتي بعد عملية بحث في الإرث الموسيقي الزاخر لبنزرت... وهو أيضا عودة بحنين الى ما كان متعارفا من أغان صوفية وطرقية كانت متداولة بربوع هذه الولاية وتحديدا ضمن فضاءات الزوايا ولدى النساء على غرار: «مصيرة الغالي»... التي تأتي على ذكر «سيدي المسطاري» وثلة أخرى من أولياء الله الصالحين الذين ذاعت شهرتهم بين الناس على غرار: «سيدي البشير» و«سيدي عبد الواحد»... وهي ستقدم في حوالي 19 موشحا بأصوات شابة من الجهة... إضافة... وبخصوص الاضافة والجديد خلال هذا التصور الثاني أكد المتحدث بأن هذا العمل يبقى تتمة لفكرة عرض «جيناكم زيّار 1» الذي افتتح دورة مهرجان بنزرت الدولي عام 2007 لكن دون مصاحبة موسيقية بل سيكون هناك اعتماد كلي على التوزيع الصوتي الذي ستؤمنه الطبقات الصوتية لمختلف الاصوات المنشدة... إنشاد ومدن!!... سنّ بعضهم لم يتجاوز العشرين بقليل جمعهم في ذلك المساء حبهم لعالم الموسيقى وشغفهم بموروث الاجداد وبما علق بالمخيال الاجتماعي... هم 24 شابا من أبناء جهة بنزرت شكلوا مجموعة من المنشدين الذين توحدوا في أزياء مازجت بين الاصالة وروح الابتكار خرجوا بحثا عن المدح والذكر للصالحين... في أجواء مظلمة حيث لم يكن أنيسهم في هذه الرحلة إلا أنوار خافتة تبعثها الفوانيس المنتثرة في بعض من أنحاء المكان... إذ أضفت مكونات العرض طابعا من «القداسة» بعد الزمان العبق بدوره بعطر الزوايا ومدائن لها أكثر من رمزية عند أهالي بنزرت... حركة وذكر العرض بما احتواه من تواشيح ومدائح غاب عنها الايقاع ومصاحبة العزف شكل مجموعة من التعابير والحركات وترديدات في فقرات متميزة من الذكر... حيث أطلق العنان فقط للقدرات الصوتية للكورال... ومن الملاحظات الاخرى أن إدخال البعض من هذه المقطوعات أوقع جانبا من العرض في الاسقاط... لكن مع كل هذا فإن ما يحسب للعرض أنه نجح في استقطاب الجمهور من العائلات البنزرتية التي واكبته عن كثب طيلة فترة ناهزت الساعة والنصف...