تحتفل تونس يوم 8 جانفي مع سائر البلدان العربية باليوم العربي لمحو الأمية محققة نجاحات ملحوظة في المجال بفضل تضافر جهود الدولة والمجتمع المدني لتقليص نسبة الأمية والارتقاء بمؤشر التنمية البشرية. ويعد البرنامج الوطني لتعليم الكبار أحد الآليات الأساسية لتجسيم هذه المقاربة الحداثية ويقوم نشاطه على جملة من الثوابت من أهمها تكريس مبدأ تكافؤ الفرص في إطار التعلم للجميع مدى الحياة مساهمة في بناء مجتمع المعرفة وتكريسا لثقافة المواطنة. وقد تمكن البرنامج بحرص من الرئيس زين العابدين بن علي من تحقيق جملة من الانجازات الكمية والنوعية حيث تراجعت النسبة الوطنية للامية من 27 بالمائة سنة 1999 إلى حدود 19 بالمائة سنة 2009 وتم تحرير أكثر من 552 ألف دارس ودارسة من الأمية منذ إقرار البرنامج سنة 2000 منهم 150 ألفا من الشريحة العمرية 30- 59 سنة إلى جانب فئة الشباب دون 30 سنة مما مكن من تحقيق هدف النزول بنسبة الأمية في الفئة النشيطة إلى 10 بالمائة. كما تطور المعدل السنوي للمتحررين من الأمية من 10 آلاف قبل سنة 2000 إلى 75 ألف متحرر من 2005 إلى 2009 ويفوق عدد المتحررين في صفوف الشباب دون 30 سنة ثلث العدد الجملي. وتقارب نسبة المتحررات 78 بالمائة في حين تناهز نسبة المتحررين من الأمية في الوسط الريفي 54 بالمائة. وأثمرت الشراكة الواسعة مع المجتمع المدني بعث شبكة من الجمعيات المختصة في تعليم الكبار تضم جمعية وطنية و26 جهوية و26 محلية وما يقارب ال 150 فرعا فضلا عن إبرام 29 اتفاقية شراكة مع جمعيات ومنظمات وطنية وإحداث 15 مركزا نموذجيا لتعليم الكبار. وتم تطوير المناهج والوسائل التعليمية وانجاز مشروع تجريبي في تعليم الكبار عن بعد بواسطة البرامج التلفزية شمل نشاط التواصل الاجتماعي ولقي نجاحا لدى المتتبعين إلى جانب إحداث المكتبة الميسرة لتشجيع المتحررين من الأمية وأصحاب القدرات القرائية المحدودة على مواصلة التعلم ذاتيا تجنبا للارتداد إلى الأمية. أما في ما يخص العام الدراسي الحالي 2009-2010 فقد بلغ عدد الدارسين المستقطبين قرابة 166 ألف دارس ودارسة ومن المتوقع أن يصل عدد المتحررين من الأمية إلى حدود 90 ألفا من بينهم 20 بالمائة من الشبان و 60 بالمائة من الفئة النشيطة و54 بالمائة بالريف و 74 بالمائة من النساء. وسيتواصل العمل للنزول بالمعدل الوطني للامية إلى أقل من 10 بالمائة لدى الفئات النشيطة واليافعين مع موفى 2010 وتركيز الجهود ليكون أفراد الفئات العمرية دون الثلاثين سنة حاصلين على القدر الأدنى من التعلم.