أخبار تونس - اختارت تونس بفضل رؤية استشرافية مبدأ التعلم للجميع باعتباره رافدا للتنمية بمختلف أبعاده، وعملا على تكريس ثقافة المواطنة تعتمد الدولة مناهج تعليمية متطورة لتحسين نوعية حياة الأفراد ، حيث حققت تونس تراجعا في نسبة الأمية إلى حدود 19 % سنة 2009على أن تنزل بالمعدل الوطني للامية إلى أقل من 10 % لدى الفئات النشيطة واليافعين مع موفى 2010 . وعلى ضوء هذا التراجع الايجابي في مجال التعلم ، تحتفل تونس سنويا مع سائر البلدان العربية اليوم 8 جانفي باليوم العربي لمحو الأمية و الذي قطعت فيه تونس أشواطا كبيرة جعلها الرائدة في مؤشر التنمية البشرية. ويتضمن البرنامج الاحتفالي لتونس باليوم العربي لمحو الأمية ومضات إعلامية تحسيسية وتنظيم ورشات تدريبية جهوية حول إعداد برامج ومناهج تعليم الكبار في العالم العربي. ويعود هذا المؤشر الايجابي إلى تظافر جهود الدولة والمجتمع المدني لتقليص نسبة الأمية والارتقاء بمؤشر التنمية البشرية. وقد حقق البرنامج الوطني لمحو الأمية بحرص من الرئيس زين العابدين بن على جملة من الانجازات الكمية والنوعية حيث تم تحرير أكثر من 552 ألف دارس ودارسة من الأمية منذ إقرار البرنامج سنة 2000 منهم 150 ألفا من الشريحة العمرية 30- 59 سنة إلى جانب فئة الشباب دون 30 سنة مما مكن من تحقيق هدف النزول بنسبة الأمية فى الفئة النشيطة الى 10 بالمائة. كما تطور المعدل السنوي للمتحررين من الأمية من 10 آلاف قبل سنة 2000 إلى 75 ألف متحرر من 2005 إلى 2009 ويفوق عدد المتحررين في صفوف الشباب دون 30 سنة ثلث العدد الجملي. وتقارب نسبة المتحررات 78 بالمائة في حين تناهز نسبة المتحررين من الامية في الوسط الريفي 54 بالمائة. ودعما لهذا العمل الحضاري،وفي إطار شراكة مع المجتمع المدني ، تم بعث شبكة من الجمعيات المختصة في تعليم الكبار تضم جمعية وطنية و26 جهوية و26 محلية وما يقارب عن 150 فرعا . ووقع إبرام 29 اتفاقية شراكة مع جمعيات ومنظمات وطنية وإحداث 15 مركزا نموذجيا لتعليم الكبار. و عملا على تطوير المناهج والوسائل التعليمية ، استفاد البرنامج من وسائل الإعلام من خلال انجاز مشروع تجريبي في تعليم الكبار عن بعد بواسطة البرامج التلفزية وقد لاقت هذه الخطوة نجاحا من المنتفعين . كما تم إحداث المكتبة الميسرة لتشجيع المتحررين من الأمية وأصحاب القدرات القرائية المحدودة على مواصلة التعلم ذاتيا . وحرصا على إدماج المنتفعين بهذا البرنامج في الدخول في الحياة المهنية، تم وضع برامج ثقافية واجتماعية واقتصادية متنوعة، إلى جانب تمكين الراغبين من الدارسين من تدريب مهني يمكنهم من المبادئ الأولية لبعض المهن لتحسين قابلية التشغيل لديهم. و كجديد يذكر للعام الدراسي الحالي 2009-2010، فقد بلغ عدد الدارسين المستقطبين قرابة 166 ألف دارس ودارسة ومن المتوقع أن يصل عدد المتحررين من الأمية إلى حدود 90 ألف من بينهم 20 % من الشبان و 60 % من الفئة النشيطة و54 % بالريف و 74 % من النساء. و سيتواصل تكثيف العمل على تجسيم أهداف برنامج رئيس الدولة للمرحلة القادمة من خلال إعطاء الأولوية للارتقاء بمؤشر التنمية البشرية إلى مستوى البلدان المتقدمة ووضع خطة عمل متكاملة لمزيد النهوض بالمرأة الريفية. وكرؤية استشرافية للمرحلة القادمة أي مع موفى سنة 2014 دعا البرنامج الرئاسي إلى مزيد تقليص نسبة الأمية في صفوف الفئة النشيطة دون 60 سنة إلى حدود 7 % وذلك بتحرير 275 ألف مواطن من الأمية أي بمعدل 55 ألف دارس و دارسة سنويا منهم 43 ألف من النساء 28 ألف منهن بالأرياف. وسيتم التركيز في هذا الإطار على الولايات والمعتمديات ذات الأولوية وتعزيز مكتسبات المتحررين وذلك بالترفيع التدريجي في عدد المستوعبين بمرحلة المتابعة إلى حدود 80 بالمائة من مجموع المتحررين مع نهاية 2014 مع تعميم المراكز النموذجية بكامل ولايات الجمهورية واستخدام التقنيات الحديثة للتعليم عن بعد.