أكاد أكون على يقين بأن الجمهور التونسي لن يتخلى عن عادته الجميلة في شدّ أزر المنتخب رغم أن جرح الانسحاب من المونديال لم يندمل بعدُ.. وما جعلني مقتنعا بنسبة مائوية هامة ما يتمتع به فوزي البنزرتي من شعبية في كل شبر من هذا الوطن فهو مرضيّ عليه من طرف الأندية الكبرى وبالتالي لا خوف عليه من صيحات الرفض طالما هو مدعوم من «الكبار».. ثم ان المنتخب على عكس العادة ضمّ لاعبين نادى بهم الجمهور طويلا وهو ما يغلق باب الانتقاد على الأقل لفترة قصيرة بما يجعل البنزرتي ينهي تحضيراته لل«كان» مرتاح البال. اليوم يعود المنتخب في حدود الساعة الواحدة إلى تونس محمّلا بسؤال ثقيل يقول: بمَ استفدنا من رحلة الامارات طالما ان المدة التي قضيناها لم تشمل غير التمارين في حين ان المباريات الودية تبقى أهمّ ورقة يُسأل عنها المدرب يوم الحساب لأن الكل يعلم ما لهذه المباريات من فائدة أولا على نسق المجموعة وثانيا على كشف ما خفي من عيوب اللاعبين عند تطبيق الخطة الفنية لتبقى مباراة السبت القادم ضد غمبيا المحرار الوحيد لكشف درجة حرارة الانتظار عند نخبتنا الوطنية التي ستكون في امتحان يبدو في ظاهره وديا لكن في باطنه يبقى رسميا طالما ان اللاعبين مطالبون أولا وقبل كل شيء باقناع الجمهور بانتظار «شيء» من «كان» 2010. فوزي البنزرتي سيكون هو الآخر في امتحان «رسمي» مع الجمهور الذي اختاره بالاجماع ليكون ربان السفينة المطالبة بشق عباب البحر الافريقي بسلام.. وخاصة بشرف.. والأكيد ان الندوة الصحفية التي سيعقدها البنزرتي غدا بداية من الثانية بعد الظهر بأحد نزل قمرت ستكون بمثابة الكشف المجهري لما جرى من تحضيرات وما يمكن أن نحلم به من انتظارات.. هذه الندوة ستكون متبوعة بحصة تصوير خاصة ب«الصورة الرسمية» لمنتخبنا في النهائيات الافريقية مع العلم ان أسعار تذاكر مباراتنا الودية مع غمبيا والتي ستدور في المنزه حددت بين ثلاثة وخمسة وعشرة دنانير بما يحفّز الجمهور لحضور أكثر. على جناح الألم رغم فرحتنا الكبيرة باستقبال فريق في حجم نادي ليون الفرنسي الذي أجرى أمس لقاء وديا مع الافريقي الا اننا نصطدم في كل مرة بلقطة بشعة مذلّة للاعلاميين آن لها ان تتوقف في الحال احتراما لهذه المهنة الشريفة.. فحكاية بطاقات الدخول تكاد تكون خبزا مناسباتيا يفرضه علينا الجميع مع مطلع كل حدث.. فترى الفريق المنظم يطبع ويروّج بطاقات خاصة بالاعلاميين... ثم تطلب منك إدارة الاعلام أسماء الصحافيين الذين سيغطون الحدث وتطلب منك الالتزام بما تمنحه لك... ليجد الاعلامي نفسه في مفترق طرق لا ناقة له فيها ولا جمل مشكله الوحيد ان لا أحد يحترمه... رغم انه يحترم الجميع.. سليم الربعاوي تاريخ الفرسان مع «الكان» (4): محصول هزيل بعد ملحمة الأرجنتين بعد ملحمة الأرجنتين الخالدة عرفت الكرة التونسية مرحلة انتقالية صعبة رغم بقاء العديد من ركائز المنتخب الوطني مثل الحارس النايلي وذويب والكعبي والجبالي وتميم وطارق والجندوبي ونجيب ليمام وبذلك تراجع اشعاع صقور قرطاج في المسابقات القارية والدولية وهذه الوضعية ستنعكس على مشاركاتنا في نهائيات «الكان». ففي أوّل امتحان رسمي وجدّي بعد المونديال انسحبنا بطريقة درامية من تصفيات كأس العالم أمام نيجيريا حيث فزنا يوم 29 جوان 1980 بتونس 2/0 وانهزمنا بلاغوس بنفس النتيجة يوم 12 جويلية 1980 وكان الانسحاب المر بضربات الجزاء. إزاحة السينغال من التصفيات الوضعية تحسّنت نسبيا في تصفيات كأس افريقيا بترشحنا لنهائيات طرابلس 82 على حساب المنتخب السينغالي إذ فزنا بتونس يوم 12 أفريل 1981 بنتيجة 1/0 بفضل عمر الجبالي ومثلنا في هذا اللقاء (عبد الواحد الوحشي بن يحيى عبد الحميد الكنزاري الجبالي كمال الشبلي القاسمي تميم بكاو طارق ثم البياري نجيب ليمام ثم رشاد التونسي) وفي الاياب اقتلعنا التعادل 0/0 يوم 26 افريل 1981. محصول ضعيف بطرابلس المنتخب التونسي كان الهدف المحوري لجميع المنتخبات الافريقية بعد نجاحه في مونديال 78 ولكنه ظهر بوجه شاحب خاصة في دورة طرابلس لسنة 1982 حيث كانت البداية يوم 5 مارس 1982 مع الكامرون وتعادلنا 1/1 إذ افتتح كمال القابسي النتيجة وعدّل مبيدا النتيجة بعد دقيقة واحدة وفي المباراة الثانية حقق المنتخب الليبي مفاجأة من الوزن الثقيل بفوزه على تونس 2/0 يوم 9 مارس 1982 ومثلنا في هذه المباراة (كمال الوحشي الكنزاري بن يحيى الشابي الجبالي طارق الحسومي ثم بن مسعود العبدلي القابسي ثم رياض الفاهم). وفي اللقاء الأخير انهزمنا أمام غانا 1/0 وهذا المنتخب تحصل في النهاية على التاج على حساب المنتخب الليبي البلد المنظم. وهكذا خرج نسور قرطاج بمحصول هزيل اذ عجزنا على الانتصار خلال هذه الدورة مع تسجيل هدف يتيم ومن هنا سجلت تونس غيابها عن نهائيات كأس افريقيا للأمم الى حدود دور ة تونس 1994 فكيف سنعود الى هذا العرس الافريقي؟ توفيق حكيمة السجل الذهبي ل «الكان» يكشف: المدربون المحليون يحصدون 14 لقبا والمدربون العرب يتوجون ب7 ألقاب يبدو أن منتخبات تونسوالجزائر ومصر اقتنعت بكفاءة المدرب المحلي وهو ما جعلها تخوض غمار كأس أمم إفريقيا بأنغولا بداية من 10 جانفي بثلاثة مدربين محليين هم على التوالي: فوزي البنزرتي ورابح سعدان وحسن شحاتة. كشفت سجلات كأس أمم إفريقيا عن سيطرة واضحة للمدربين المحليين الذين ساهموا في تتويج منتخبات بلدانهم في 14 مناسبة مقابل 12 لقبا فحسب للمدربين الأجانب وكانت هذه التتويجات كالآتي: 1 مصر: 1957 بقيادة مراد فهمي (مصري) 2 مصر: 1959 بقيادة مراد فهمي (مصري) 3 غانا: 1963 بقيادة قيمافي (غاني) 4 غانا: 1965: بقيادة قيمافي (غاني) 5 السودان: 1970 بقيادة عبد الفتاح حمد (سوداني) 6 الكونغو: 1972 بقيادة بيباترولو (كونغولي) 7 غانا: 1978 بقيادة فراد أزام (غاني) 8 غانا: 1982 بقيادة ڤيمافي (غاني) 9 الجزائر: 1990 بقيادة الكرمالي (جزائري) 10 الكوت ديفوار: 1992 بقيادة ماريتات (إيفواري) 11 جنوب إفريقيا: 1996 بقيادة باركر (جنوب إفريقيا) 12 مصر 1998: بقيادة الجوهري (مصري) 13 مصر 2006: بقيادة حسن شحاتة (مصري) 14 مصر: 2008 بقيادة حسن شحاتة (مصري) ولعلّ الملاحظة البارزة في هذا السياق ذلك التألق الباهر للمدربين العرب حيث نجحوا في التتويج باللقب الإفريقي مع منتخباتهم خلال 7 مناسبات.. في انتظار نجاحات أخرى في أنغولا في ظل تواجد 3 مدربين عرب من أصحاب الكفاءات العالية.