باريس القدسالمحتلة (وكالات) أثارت تصريحات رئيس الوزراء الصهيوني أرييل شارون التي دعا فيها يهود فرنسا الى «الهجرة الى اسرائيل فورا» موجة غضب واستنكار داخل فرنسا بما في ذلك لدى الجالية اليهودية التي اعتبرت هذه التصريحات غير مقبولة واتهمت شارون ب «صب الزيت على النار»، بينما اعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك ان شارون بات شخصا غير مرغوب فيه في باريس. وكان شارون قد دعا أمس الاول يهود فرنسا الى الانتقال جميعا الى اسرائيل فورا والاقامة فيها بعد تصاعد وتيرة ما أسماه بمعاداة السامية في فرنسا. وقال شارون اثناء لقاء عام مع ممثلي جمعيات يهودية امريكية «أقترح على كل اليهود ان يأتوا الى اسرائيل لكن المسألة ضرورية للغاية بالنسبة الى يهود فرنسا الذين يحب ان يتحرّكوا فورا» على حد زعمه. وحذّر شارون من «حركة جامحة لمعاداة السامية» زاعما ان «مجرد وجود 10 من سكان فرنسا من المسلمين يهيئ لشكل جديد من معاداة السامية». واحتجت باريس فور صدور هذه التصريحات التي اعتبرتها «غير مقبولة». وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية «اتصلنا على الفور بالسلطات الاسرائيلية لنطالبها بتوضيحات لهذه التصريحات غير المقبولة». لكن المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية قال إن باريس فهمت خطأ تصريحات شارون. وحسب ايفي بازنر فإن دعوة شارون موجهة الى العالم بأكمله. وأوضح بازنر ان «شارون استنتج ان مكان يهود فرنسا ويهود العالم عموما هو اسرائيل». وأضاف أن شارون تحدّث أيضا بحماسة عن الدور الذي تقوم به الحكومة الفرنسية في مجال ما اسماه بمعاداة السامية. وأكّدت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال أليوت ماري امس ان فرنسا هي بلا شك الدولة التي فرضت تشريعات الاكثر صرامة لمواجهة العنصرية ومعاداة السامية. وأدان الحزب الاشتراكي الفرنسي بشدّة تصريحات شارون مؤكّدا ان فرنسا لا تشهد اليوم «حرب اديان». وصرّح المتحدث باسم الحزب آنيك لوبيتي للصحفيين بأن «تصريحات شارون غير مبرّرة». واعتبر لوبيتي ان «دعوة فرنسيين بسبب ديانتهم اليهودية الى مغادرة بلدهم فورا للالتحاق باسرائيل يعني ان هؤلاء لا طاقة لهم على العيش في امن وسلام في بلدهم» و»تبرير معاداة السامية بأن 10 من السكان الفرنسيين من المسلمين يعني ان هناك حربا دينية في فرنسا». ولم تلق تصريحات شارون صدى حتى لدى المنظمات اليهودية في فرنسا. وقال عضو المكتب التنفيذي للمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنساريتشارد براسكييه ان ارييل شارون «يصب الزيت على النار بطريقة غير مقبولة». وأضاف براسكييه ان هيئته لا يمكن أن تقبل هذا النوع من الخطب لأنها لا تنطبق على الواقع. وقال حاييم كورسيا مساعد الحاخام الاكبر ليهود فرنسا من جانبه ان مسألة رحيل اليهود من فرنسا غير مطروحة. وأوضح كورسيا أن «عبارة يهود فرنسا لا تعني شيئا فهناك مواطنون فرنسيون يهود واخرون يعتنقون ديانات اخرى واليهود جزء من الأمّة الفرنسية».