بعد الخطاب المنهجي الذي ألقاه صباحا السيّد رئيس الدولة،باشرت «الندوة الدولية حول الشباب والمستقبل الّتي تنظمها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بالتعاون مع الحكومة التونسية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والأمانة العامة لاتحاد دول المغرب العربي أعمالها بجلسة افتتاحية ترأسها السيّد سمير العبيدي وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية تحدّث خلالها كبار ضيوف الندوة من ممثلي الجهات المنظمة وممثلي عدد من الهياكل الإقليميّة والأمميّة الّتي جاءت لتدعم إنجاح أوّل نشاط في إطار السنة الدولية للشباب الّتي أقرّتها الجمعية العامة للأمم المتّحدة يوم 18 ديسمبر الفارط توافقا وإجماعا حول المبادرة الّتي طرحتها تونس على المجموعة الدوليّة في إطار رؤية شمولية هادفة لتوفير أفضل الفرص أمام الفئة الشبابيّة للانخراط في الشأن العام والمساهمة في وضع التصورات والمقترحات والبدائل القادرة على صياغة مستقبل أفضل للبشرية خال من كلّ عوامل التوتّر والاضطراب والصدام العنيف. وأكّد المتحدثون خلال الجلسة الافتتاحية ومن أبرزهم السادة الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبد العزيز آل سعود رئيس اللجنة الوزارية للمؤتمر الإسلامي للشباب والرياضة وعبد المعز بوخاري الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي وباتريك فنتوريني رئيس الرابطة الدولية للمجالس الاقتصادية والاجتماعية وعلي بن عبد الخالق القرني مدير عام مكتب التربية العربي لدول الخليج وإبراهيم بن عبد العزيز المدير التنفيذي لصندوق التضامن الإسلامي وصالح بن سليمان الذهبي الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي وإبراهيم حسب الله مدير عام الهيئة الخيريّة الإسلامية العالمية ومحمد علي بولمان ممثل الأمين العام للمنظمة الدولية للفرانكفونية والدكتورة سيما بحوث ممثلة الأمين العام لجامعة الدول العربية والسيدة إيزابيث لونكورت ممثلة المديرة العامة لليونسكو والسيدة جلوريا لكافا ممثلة رئيس البنك العالمي والدكتورة غادة الحافظ ممثلة مدير المكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية، أكّدوا عمق التوجّه الّذي تقوم عليه المبادرة التونسية بتخصيص 2010 سنة دولية للشباب وهي المبادرة الّتي صادقت عليها المجموعة الدولية واعتمدتها كخيار استراتيجي لتجنيب الشباب العديد من المظاهر والسلوكات السلبية والعدائية وتأهيله كما يجب لحسن قيادة العالم في المستقبل على نهج التضامن والحوار البناء والشراكة الفاعلة والمثمرة. وأشار المتدخلون إلى نبل هذه المبادرة بالنظر إلى ارتكازها على أهداف جليلة جدّا يحتاجها العالم اليوم بالنظر إلى كثرة مظاهر الصدام واحتدام العلاقات على الساحة الدولية مؤكدين أنّ تربية الشباب من الآن على قيم التضامن والتآزر والتعاون هي أفضل وأنجع طريقة للوقوف في وجه كلّ المسارات الخاطئة الّتي حكمت طويلا العلاقة بين الدول والشعوب. وأبرز المتدخلون عزم الجهات والهياكل الّتي يمثّلونها قاريا وأمميّا على الانخراط الفاعل والناجع لإنجاح هذا القرار الأممي وتفعيله بما يستجيب لحاجة الإنسانية إلى غرس القيم والمثل النبيلة في نفوس صناع قرار الغد. وستواصل الندوة الدولية أعمالها نهار اليوم ويوم الغد عبر عدد من الجلسات الّتي ستبحث بالأساس محاور تحديات الواقع الشبابي اليوم وإمكانيات تعزيز قدراته وآليات المشاركة الممكنة للشباب في الشأن العام.