تونس «الشروق» كتب نور الدين بالطيب: ودّعت الثقافة العربية مساء أول أمس الكاتب الليبي الكبير والشخصية الثقافية البارزة الدكتور خليفة التليسي عن عمر يناهز الثمانين عاما وسيشيّع جثمانه الطاهر الى مقبرة شهداء الهاني في طرابلس حسب ما أوردته وكالة الأنباء الليبية. ويعتبر التليسي واحدا من أبرز الكتّاب العرب الذين لعبوا دورا بارزا في فتح نوافذ للمثقفين العرب على الابداع العالمي من خلال الترجمة اذ كان من أوائل الذين ترجموا للوكا وطاغور كما كان وراء تعريف القارئ العربي بالكاتب الإيطالي الشهير بيراندلو الذي كان أول من ترجم له وجمع قصصه ونشرها وتولى التليسي مجموعة من المناصب في بلاده ليبيا من أبرزها وزيرا للتربية وأمينا عاما لمجلس النوّاب وأمينا عاما لأول اتحاد الكتّاب في ليبيا وأمينا عاما لاتحاد الكتّاب والأدباء العرب ورئيسا مديرا عاما للدار العربية للكتاب وأمينا عاما لاتحاد الناشرين العرب. وكان آخر إصدار له «البحر المتوسط.. تاريخه وصراعاته» رحل التليسي بعد ان خلّدته اصداراته وترجماته ومسؤولياته التي قام بها باقتدار كبير فقد كان شخصية ثقافية عربية بامتياز وقد كان محل حفاوة وتقدير في بلاده وخارجها وقد أنعم عليه سيادة الرئيس زين العابدين بن علي بالجائزة المغاربية للثقافة تقديرا لجهوده من أجل إثراء الثقافة العربية كما حاز على وسام الفاتح في ليبيا وهو أرفع الأوسمة الى جانب التكريمات العربية التي احتفت به في اكثر من بلد عربي. وبغياب الدكتور خليفة التليسي صديق الكتّاب والأدباء التونسيين والعرب تكون الثقافة العربية قد فقدت فارسا آخر من روّادها الكبار الذين ساهموا في صياغة لحظاتها النيّرة. رحم الله خليفة التليسي الذي كان مكتبة ونهرا من العطاء والمعرفة والحياة.