التصريحات التي أدلى بها طارق ذياب صاحب الكرة الذهبية الافريقية سنة 1977 أثناء تحاليله الرياضية حول المشاركات العربية في نهائيات كأس افريقيا للأمم التي تحتضنها أنغولا لم تمردون ان تترك وراءها عديد ردود الافعال من أكثر من طرف وخاصة المصري الشقيق، والحال ان طارق ذياب كان صريحا وصادقا وغير واضع للمساحيق التي يريدها البعض ويحرص على ابرازها في أشكال ديبلوماسية ومجاملاتية ولا يستقيم حال النقد الموضوعي عندها بالمرة. طارق ذياب او «الامبراطور» قالها صراحة حين أكد وبأسلوب رياضي ان «العروبة» ماتت من خلال ما يراه في الواقع العربي من تمزقات وانحرافات وانشقاقات وتصدّعات كان حتى أعضاء الجامعة العربية أنفسهم قد صرّحوا بها وفي أكثر من مناسبة. الا انه ولما قالها طارق وصرّح بها بصوته العالي اتّهموه بشتى التهم وأشاروا الى أنه يريد فتح الجراح وتعميقها والحال ان الحقيقة ظلت ساطعة كالشمس حين انهزم المنتخب الجزائري(0/3) أمام المالاوي وحين عبّر البعض الآخر عن تمنّيه الهزيمة لمصر في لقائه أمام نيجيريا. ومن جهة أخرى فإن ما يعلنه ويصرّح به بعضهم في «التراكن» وفي السرّ أكده طارق ذياب علنا وبكل وضوح ومن أعلى المنابر دون «نفاق» ولا«ماكياج» ليبرز ان الشارع الجزائري مازال يضمد جراحه وان ما تعرض اليه من قبل الاعلام المصري حتى لا نشير الى الأطراف الاخرى جعله يتمنى فوز نيجيريا كما ان الشارع المصري احتفل «شماتة» بهزيمة الجزائر أمام «المالاوي» (0/3) وقالها «من عمايلهم» وغير ذلك من العبارات الاخرى. أزمة منتظرة مثل تلك الآراء تحدثت عنها صحيفة «الهدّاف» الجزائرية مبرزة ان أزمة كروية منتظرة بين تونس ومصر في صورة ترشح الفريقين للدور الثاني والمواجهة المباشرة بين المنتخبين بسبب تصريحات طارق ذياب الذي كان صريحا الى أبعد الحدود وركز على العلاقات العربية على المستوى الرياضي من خلال ما حدث بين الجزائر ومصر في تصفيات مونديال جنوب افريقيا 2010... مؤكدة أن المحللين المصريين الذين يدّعون الحياد لم يترددوا في الرد عليه مباشرة وبتشنج قبل تضخيم المسألة في القنوات المصرية. المطالبة بإبعاد طارق...!!؟؟ خالد الغندور اللاعب الدولي السابق للمنتخب المصري والمحلل بقناة «دريم» أطلق كل آليات ووسائل التهجم على طارق مبرزا انه يزر ع بذور الفتنة بين «الأشقاء» العرب ومطالبا القناة التي يتعامل معها طارق ذياب وهي «الجزيرة الرياضية» بإبعاده اذا كانت هذه القناة فعلا تريد الخير للعرب .. كما أن عديد القنوات المصرية الأخرى والمواقع الالكترونية صبت جام غضبها على طارق ذياب معتبرة اياه من «عرب شمال افريقيا» الذين لا يتمنون النجاح لمصر (.. هكذا ؟؟؟!!) لمجرد انه قال كلمة حق عبّر عن رأيه بكل حرية وهو التعبير الذي نعود لنؤكد ان الكثيرين الآخرين يقولون سرا نتيجة «جبنهم» ودفاعهم عن مصالحهم الشخصية الضيقة.. عرب شمال افريقيا .. لماذا .. ؟ ولأن ما يقوله طارق ذياب كروي في تحاليله يؤكده كبار الخبراء والاخصائيون على المستوى العالمي ولأنه علامة مضيئة في القارة الافريقية ولا يخشى لومة لائم في تحاليله الفنية وقد لا يعجب المتعصبين الذين لا تهمهم غير مصالحهم «وتشعبطهم» فإن الاعلام المصري الذي خلق أزمة بين البلدين الشقيقين الجزائر ومصر يريد اختلاق «أزمة» أخرى مع طارق ذياب ومع اي طرف آخر من «عرب شمال افريقيا». كما يقولون ويرددون في عديد المناسبات منذ فترة غير قصيرة. تهويل وتضخيم .. وحساسية «الشروق» استجلت رأي الاعلامي المميز معز بن غربية حول هذه المسألة فقال : «طارق ذياب او غيره ليس ممنوعا من التصريح والتعبير .. الا أن حساسية الاعلام المصري ومنذ مواجهة منتخبه لشقيقه الجزائري أصبحت مرهفة جدا .. جدا ولذلك ظلت أي كلمة من هذا الطرف أو ذاك تثير الاحتجاجات وردود الأفعال وتشعل نيران التهجم.. والحال أن طارق ذياب عبّر عن رأيه بكل صراحة وقال الحقيقة التي نعرفها جميعا ونؤكدها بالصور والكلمة من خلال التحقيقات التلفزية التي نقوم بها سواء في مصر أو في الجزائر خاصة أن «نيران» الصراع بين رياضيي مصر والجزائر مازالت مشتعلة ولا يمكن أن ينكر هذه الحقيقة أي كان.. كما أن في الشارعين والى هذه اللحظة لا حديث له إلا عن الطرف الآخر ومشاركته في «الكان». أما ما أراه في المسألة فهو محاولة عودة الاعلام المصري الى التضخيم والتهويل لأي كلمة عابرة وخاصة إذا صدرت من أي مواطن من شمال افريقيا فما بالك من نجم مشهور في حجم طارق ذياب والحال أن المنطق يفرض علينا جميعا كعرب البحث عن سبل التعاون والتآزر دون تشتيت ليكون هؤلاء «عرب شمال افريقيا» والآخرون «عرب الخليج» وغيرهما.. من «الحبّة صنعوا... قبّة»...؟ الزميلة القديرة رجاء السعداني أكدت أن العلاقة العربية العربية من المفروض أن تبقى عريقة وعميقة وأن لا تتجاوز حدود التصريحات الرياضية أو غيرها خاصة أن ما حصل بين الشقيقتين مصر والجزائر على المستوى الرياضي والاعلامي لم يكن مشرّفا للعرب جميعا بما في ذلك مصر والجزائر.. وأعتقد أن ما قاله طارق ذياب ضخّموه وهوّلوه باعتبار أنه يحلّل كرويا ورياضيا على المستوى الفني والتكتيكي للاعب سابق مميز ومحرز على الكرة الذهبية الافريقية سنة 1977 وما أتمناه هو ألا يتواصل الاشكال الذي حوّلوا من خلاله الحبّة الى قبّة.. وذلك احتراما لكرتنا العربية وللشباب العربي في سنة الشباب الدولية المقترحة من تونس.. أشقاء... ولكن... أما طارق ذياب ولما حاولنا الاتصال به وفي عديد المناسبات فقد استحال علينا ذلك خاصة أن هاتفه كان خارج الخدمة كما أنه هو نفسه مازال خارج البلاد.. وقد نحصل عليه بين الفينة والأخرى ونبرز رأيه بكل وضوح من الحملة التي يحرص بعض «الأشقاء» على شنّها ضده ومن خلاله على «شعب شمال افريقيا» ونجومها؟!