«هل صفحت وعفوت عمّن أخطأ في حقّك لأنه قد أحسن إليك في السابق» هذا ما يمكن أن نقوله الى كل الأطراف التي عبّرت عن سخطها تجاه لاعب الترجي الرياضي وجدي بوعزي بخصوص ما قاله عن الأهلي المصري. أكد الجناح الأيمن للترجي الرياضي وجدي بوعزي لإحدى القنوات التلفزية أن «نادي الأهلي المصري فريق أوروبي في افريقيا» وقال «إنه يتمنى اللعب لفائدته إذا تلقى عرضا رسميا» مشيرا في الوقت نفسه الى أنه لم يصله أي عرض رسمي من هيئة هذا الفريق. وقد أثار هذا التصريح غضب بعض الترجيين بحكم أن لاعبهم بالغ في «تمجيد» فريق القرن في إفريقيا، ولو أن أحد مسؤولي الأصفر والأحمر رفض التعليق على هذا الأمر. من جهة أخرى أكد بعض الأحباء أن وجدي بوعزي مطالب بأن يحفظ جميل الترجي ولا ينساه ولو بعد عشرات السنين لأنه لولا هذا الفريق لما فاز برابطة أبطال إفريقيا ولا شارك في كأس العالم للأندية ولم يكن بإمكانه الفوز بعدة ألقاب أخرى كالبطولة (في ثلاث مناسبات) والكأس (في مناسبتين) والبطولة العربية.. هذا دون اعتبار الامتيازات المالية والشهرة بالرغم أنه لم يفز بعد بالكرة الذهبية الافريقية مثلما فعل طارق ذياب عام 1977 ولم يحرز حتى جائزة أفضل لاعب تونسي كما هو الحال بالنسبة الى خالد بن يحيى أو أسامة الدراجي ولم يحقق بعد عددا كافيا من الأهداف في رابطة أبطال إفريقيا ليتمكن من تصدّر ترتيب هدافي الفريق في هذه المسابقة القارية كما هو الحال بالنسبة الى علي الزيتوني أو النيجيري مايكل اينرامو خاصة أن خطته كجناح أيمن تتطلب بدرجة أولى تسجيل الأهداف. قد يبقى الأهلي المصري أحد أقوى الأندية على الصعيد القاري بما أنه أحرز 122 لقبا منذ تأسيسه عام 1907 ولكن هذا الأمر لا يدفعنا الى الحديث عنه بتلك الطريقة من خلال «تعظيمه» و«تضخيمه» كما فعل بوعزي في الوقت الذي ترسّخ فيه الاقتناع في صفوف المصريين قبل غيرهم أن الكرة المصرية تعيش حاليا أسوأ فترة على الاطلاق وأكبر دليل على ذلك عدم ترشح منتخب «الفراعنة» الى «كان» الغابون وغينيا الاستوائية. «قسم» لا نعرف إن كان وجدي بوعزي قد اطلع على «القسم الخاص بنادي الأهلي المصري» والذي جاء في نصّه الكلمات التالية «أقسم باللّه العظيم أن أنصرك وأنكر ذاتي بالطاعة والنظام وأن أحمي سمعتك وأرفعك عاليا بين جميع الأعلام» وشخصيا أشعر بالخجل كلما شاهدت أحد لاعبينا يبالغ في الاشادة بأندية أجنبية و«يقزمون» عن غير قصد فرقهم فالترجي الرياضي فاز بالأمس على الأهلي المصري في تونس وتعادل معه في القاهرة وتوّج الأصفر والأحمر بطلا إفريقيا عن جدارة واستحقاق لذلك فهو الأفضل على الصعيد القاري. بالاضافة الى ذلك بالامكان القول إن علاقة جمهور الترجي قد ساءت باللاعب المذكور في الفترة الأخيرة وخاصة بعد مونديال الأندية وقد كانت تصريحات بوعزي الأخيرة بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، والأكيد أنه ستكون هناك ارتدادات لهذه المسألة.