تعتبر طبلبة مدينة علم وثقافة منذ القدم فهي تحتوي على تاريخ حافل على جميع الأصعدة وهي معروفة كذلك بتكامل بنيتها الاقتصادية حيث نجد تقدما على مستوى فلاحتها البرية والبحرية وكذلك على مستوى الصناعات المختلفة فهي قطب اقتصادي متميّز إلا أننا نجد جمودا على مستوى الحراك الثقافي على جميع المستويات حيث نجد الهياكل الثقافية في سبات عميق منها اللجنة الثقافية وجمعية البحث المسرحي ولم يبق في المدينة سوى بعض المحاولات الفردية لمثقفيها من خلال انتاج بعض المؤلفات حتى الفرق السلامية عملت على إنتاج عمل موحد ونشطت ليالي طوالا عسى ان تتحرّك الهياكل الثقافية.. ورغم ان كل الامكانات المادية متوفرة في طبلبة الا انه للأسف لم نجد من يعمل لتنمية الحراك الثقافي الذي لا يقل اهمية عن الحراك الاقتصادي بل يدعمه على جميع المستويات وهنا لابدّ من التلازم بين البعدين الثقافي والاقتصادي.. ولم تبق سوى المكتبة العمومية فهي الفضاء الثقافي الوحيد بزاوية سيدي عياش بالمدينة وهي تحتوي على قسمين: قسم للأطفال بالطابق السفلي وقسم للكهول والشباب بالطابق العلوي وتحتوي المكتبة العمومية على رصيد هام من الكتب والمراجع كما يؤمها عدد هام من أحباء الكتاب والتلاميذ والطلبة، وهي من الفضاءات الثقافية الهامة التي هي بحاجة الى تحسين وضعيتها لما أصبحت تشكوه من ضيق بسبب العدد المتزايد للرواد وكذلك لاهتراء مراجعها والكتب الموجودة حيث بات من الضروري الإسراع في إحداث مكتبة عمومية جديدة تستجيب للنمو الديمغرافي للمدينة والتي بها 3 مدارس أساسية و7 مدارس إعدادية تقنية ومعهدان كلها في حاجة الى هذا الفضاء الذي آن الأوان لبناء مقر جديد له وبمواصفات عصرية من خلال توفير مكتبة رقمية سيما أن المكتبة العمومية بطبلبة تحتل المرتبة الأولى وطنيا على مستوى الرواد المقبلين على المطالعة ومن جهة أخرى لابدّ من التفكير في إدراج منطقة السكرين والفضلين في برنامج المكتبة المتجولة لتقريب الكتاب للأطفال من جهة ولتنمية المطالعة من جهة أخرى هذه المطالب تعتبر من الأولويات المطروحة في كل المناسبات خاصة في مداولات مجلس بلدية الطفل فهل يتحقق هذا المشغل الثقافي خاصة أن طبلبة تفتقر الى الفضاءات الثقافية وكذلك الى غياب الهياكل التي تعنى بالعمل الثقافي وخاصة اللجنة الثقافية التي بات من الضروري الإسراع في تجديدها خاصة أنها لم تنشط منذ أكثر من 3 سنوات. ومن جهة أخرى وفي نفس الاطار لابدّ من الاشارة الى ضرورة إحداث دار للثقافة يمكن أن تلم شمل المثقفين بالمدينة.