أعلن في العراق أمس عن انبثاق أكبر تحالف علماني يضمّ شخصيات سياسية ذات حساسيات مختلفة للمشاركة في الانتخابات التشريعية القادمة، فيما اتهم النائب موفق الربيعي «أطرافا دولية» بضخّ أموال طائلة لبعض الأحزاب من أجل مضاعفة فرص نجاحها في الانتخابات أولا وبسط سيطرتها على «دواليب الدولة» ثانيا. وأعلنت «الكتلة العراقية» خلال احتفال أقيم في العاصمة بغداد أمس عن أسماء مرشحيها لخوض الانتخابات المقرّر إجراؤها مطلع مارس المقبل، مشيرة الي أنهم يمثلون طيفا واسعا من الشخصيات العلمانية في البلاد. ويتصدّر التحالف رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي ونائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ونائب رئيس الوزراء رافع العيساوي وزعيم جبهة «الحوار الوطني» صالح المطلك الذي منعته «هيئة العدالة والمساءلة» من خوض الانتخابات بتهمة الانتماء الى حزب البعث العربي الاشتراكي. ويضم التحالف شخصيات عشائرية مثل عبد الكريم ماهود المحمداوي والنائب أسامة النجيفي والكاتب المعروف بانتقاداته للقيادات النافذة «حسن العلوي». ووجّه الهاشمي خلال الاعلان عن الكتلة انتقادات لاذعة للسلطة بالاستئثار بالحكم والانفراد بالقرار، مندّدا بذبح «هيئة اجتثاث البعث» المصلحة الوطنية والسيادة حتى ترضى عنها دول الجوار. واعتبر أن «هيئة اجتثاث البعث» تسعى الى إفشال ما سمّاه بناء دولة المواطنة. بدوره قرأ رافع العيساوي البيان التأسيسي للكتلة مؤكدا على ضرورة بدء عصر من التسامح والعيش المشترك وتغليب المصالح الوطنية الكبرى على جميع الاعتبارات من خلال تقديم الحوار الهادف والتقبل المشترك على أسس المواطنة الأصيلة. وتمثل «الكتلة العراقية» واحدة من أكبر الائتلافات المشاركة في الانتخابات التي ستجرى في السابع من مارس الى جانب ائتلاف «دولة القانون» بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي و«الائتلاف الوطني العراقي» والتحالف الكردستاني و«ائتلاف وحدة العراق» بزعامة وزير الداخلية جواد البولاني وقادة الصحوات وخصوصا أحمد أبو ريشة. ضخ أموال طائلة في هذه الأثناء اتهم النائب العراقي موفق الربيعي دولا إقليمية بضخّ أموال طائلة الى بعض الجهات والشخصيات من أجل شراء ذمم الناخبين والتأثير في الأصوات. وأضاف الربيعي أن هذه الدول تسعى الى ادخال مؤيديها الى مجلس النواب المقبل الأمر الذي يمثل خرقا للسيادة العراقية واستقلال القرار الداخلي، في إشارة الى ايران. ونقلت مصادر إعلامية محلية عنه تشديده على أن الدول الاقليمية تصعّد حاليا من تدخلاتها السياسية والاعلامية والمالية في محاولة لدعم أطراف معينة في العملية السياسية وبالتالي حرفها عن مسارها الصحيح، مؤكدا أن العديد من الأدلة والقرائن تُثبت قوله. «القاعدة» عراقيون وحول الوضع الأمني في العراق أشار ذات المتحدث الى أن معظم قادة تنظيم «القاعدة» حاليا عراقيون، خلافا لما كان عليه الأمر خلال السنوات القليلة الماضية. وذكر أنه في الأعوام السابقة كان معظم قادة وعناصر «القاعدة» من الأجانب، أما الآن فالتسلل عبر الحدود ووصول الأموال الضخمة من الدول الإقليمية تقلص بصفة ملحوظة على حدّ قوله. وادّعى ان ضبط الحدود وتكثيف الحراسة الأمنية وتحويل أمن العراق الى أمن المنطقة ككل نجح في تقليص عدد «الهجمات الانتحارية»، حسب وصفه. وزعم الربيعي ان نجاح الانتخابات العراقية المقبلة سيواجه ضربة قاصمة لأحلام «القاعدة» بأن يكون لها موطئ قدم راسخ في العراق.