فاجأت البينين كل الملاحظين وكذبت توقعاتهم حول تحقيق المنتخب النيجيري لفوز سهل يعيد به الاعتبار لهيبته المجروحة بعد انهزامه بنتيجة ثقيلة أمام المنتخب المصري استقرت على ثلاثية رد عليها النسور الخضر في مناسبة وحيدة. توقعات الملاحظين بفوز ساحق لنيجيريا على البينين لم يكن مبنيا على أوهام بل على معطيات موضوعية تأسست على الفوارق الكبيرة بين المنتخبين فنيجيريا من عمالقة القارة السمراء وفازت باللقب مرتين وحلت ثانية ثلاث مرات وحلت ثالثة في ست مناسبات كاملة في حين تسجل البينين حضورها في العرس الإفريقي للمرة الثالثة في تاريخها إضافة إلى أن تاريخ المباريات المباشرة بين المنتخبين يصب كله في صالح نيجيريا المتعودة على هزم البينين وبنتائج عريضة. للميدان رأي آخر حقيقة الميدان كذبت ما أوحت به الأوراق فالبينين لم تكن لقمة سهلة البلع أمام النسور الخضر بل قدموا مباراة رائعة جدا عكست ما وصلته الكرة في هذا البلد من تقدم كما عكست العمل الكبير الذي يقوم به المدرب الفرنسي ميشال دوسي الذي وضع خطة ذكية قوامها اعتماد طريقة «البلوك» الذي ينبني على الدفاع والهجوم بنفس العدد من اللاعبين إضافة إلى تضييق المساحات أمام اللاعبين النيجيريين بممارسة الضغط على كل من يملك الكرة منهم وأيضا اعتماد التسلل لإبطال مفعول الكرات الممررة في العمق والتي يحذقها جيدا النيجيريون أما من الناحية الهجومية فقد اعتمد منتخب «السناجب» على التمريرات السريعة والقصيرة لتجاوز التفوق البدني الواضح للمدافعين النيجيريين على مهاجمي البينين. هجوم بلا مخالب المنتخب النيجيري اعتمد على خطة هجومية قوامها اللعب بثلاثة مهاجمين هم أوباسي على اليمين وبيتر أودومنغي على اليسار وياكوبو كرأس حربة مع تبديل المراكز بين أوباسي واودو منغي لكن مرور لاعبي نيجيريا بفترة فراغ واضحة إضافة إلى حسن تمركز لاعبي البينين أفقد خطة المدرب سيادو آمودو ولم نر أي فرصة واضحة لنيجيريا إلا في الدق14 حين أضاع ياكوبو كرة ثمينة إثر تمريرة في العمق من أوشي وخطإ في تطبيق التسلل من دفاع البينين لكن كرته مرت جانبية. وقد تكرر هذا الخطر النيجيري إثر خطإ في تطبيق التسلل إلا أن أودو مينغي أضاع الفرصة ولم ينته العقم النيجيري إلا في الدق41 إثر ضربة جزاء جسمها ياكوبو. هيجان بينيني منتخب «السناجب» أقلق كثيرا راحة الحارس النيجيري إينياما وصنع الخطر أمامه أكثر من مرة أخطرها كانت عن طريق سيسينبون في الدق16 إثر مخالفة مباشرة مرت فيها كرته فوق المرمى بقليل ثم في الدق22 عن طريق نفس اللاعب سيسينيون كما ارتطمت كرة تشوموغو بالعارضة في الدق23. في اتجاه واحد الشوط الثاني شهد سيطرة مطلقة للمنتخب البينيني الذي دخل هذه الفترة بقوة كبيرة وهدد مرمى الحارس النيجيري أكثر من مرة بغية التعادل وكاد يحقق هدفه منذ الدق53 لكن تسديدة رزاق القوية ردها الدفاع وبعدها بدقيقة ارتطمت كرة كوبينا بالعارضة إثر تمهيد ممتاز من سيسينيون ولم تتوفر للنسور الخضر في هذا الشوط إلا فرصة وحيدة عن طريق شيتو إثر مخالفة سددها بقوة. في المقابل كان اكتساح البينين لمناطق المنتخب النيجيري مطلقا وتهاطلت الفرص إلا أن التسرع وقوة حارس ومدافعي نيجيريا أبطلت مفعول كل هجمات «السناجب» ليحقق «النسور الخضر» فوزا غير مقنع أمام منتخب أكد أن الفوارق ذابت بين كل المنتخبات المشاركة في «كان أنغولا».