عندما نتأمل الخارطة الكروية الافريقية لا نعثر على مساحة شاسعة او مواقع بارزة تدل على قيمة المنتخب الغابوني في القارة السمراء فمعدّلاته متواضعة بمنطق الارقام ولم يخرج من النفق المظلم الا في المرحلة الاخيرة خاصة مع قدوم الممرن الفرنسي آلان جيراس. لم ينجح المنتخب الغابوني في الارتقاء لنهائيات كأس افريقيا الا سنة 1994 اي بعد 32 سنة من حضور تونس في أول دورة لنهائيات كأس افريقيا (1962) وانسحب في مشاركته الاولى منذ الدور الاول بعد هزيمتين ثقيلتين أمام مصر ونيجيريا ولكنه في الدورة الموالية تجاوز للمرة الاولى الدور الاول وواجه منتخبنا الوطني في ربع النهائي سنة 1996 بجنوب افريقيا وانسحب بضربات الجزاء بعد نهاية اللقاء بالتعادل 1/1 ليعرف نفس المصير في دورة 2000 بغانا ونيجيريا وينسحب مجددا من الدور الاول وبذلك لعب قبل هذه الدورة 8 مقابلات في النهائيات حقق خلالها انتصار وحيد مع 6 هزائم وتعادل واحد وسجل هجومه 6 أهداف مع قبول 16. الارتقاء للنهائيات بعد 10 سنوات بعد حضوره في دورة غانا ونيجيريا لسنة 2000 عجز المنتخب الغابوني عن التأهل لأعراس النهائيات خلال دورات 2002 و2004 و2006 و2008 ليعود خلال هذه الدورة بعد تأهله في الدور التمهيدي بفضل النتائج التالية: الغابون منتخب الليزوتو (2/0 و3/0) الغابون غانا (2/0 و0/2) الغابون ليبيا (1/0 و0/1) وخلال الدور الثاني تألق أمام منتخبات عملاقة مثل المغرب والطوغو وجمع 9 نقاط بفضل 3 انتصارات و3 هزائم وسجل هجومه 9 أهداف مع قبول 7 واحتل بذلك المقعد الثاني بعد الكامرون وهذا مهر الترشح ل«الكان». الغابون الكامرون 1/2 و0/2 الغابون المغرب 2/1 و3/1 الغابون الطوغو 3/0 و0/1 وخلال هذه الدورة حقق أفضل نتيجة في تاريخه مع النهائيات بفوزه على المنتخب الكامروني 1/0 واسترجاع هيبته امام هذا المنتخب الذي حرمه من المونديال. منتخب مخضرم مقاربة الممرن الفرنسي ألان جيراس تقوم على الجمع بين الطموح والخبرة ففي صفوف المنتخب الحالي نجد نسبة كبيرة من البراعم الصاعدة والواعدة التي تشحن الفريق بحضورها البدني الجيد وأغلب هذه العناصر تنشط بفرنسا مثل بيار أوبا ميانغ الذي يلعب مع ليل الفرنسي في نطاق الاعارة من نادي ميلانو الايطالي الى جانب لاعب نادي نانت الفرنسي أرخاست أكواساني. أما عن عناصر الخبرة فنجد بالخصوص لاعب نادي ظفار العماني سيدريك مويامبا البالغ 30 سنة من العمر الى جانب نجم المنتخب دانيال كوازن صاحب الهدف التاريخي أمام الكامرون في هذه النهائيات مع خوضه لتجارب مثمرة مع أندية أوروبية معروفة مثل هال سيتي الانقليزي وغلاسكو رنجرز ونادي لانس. بلا تعادلات المتأمل في خاصيات المنتخب الغابوني يلاحظ بأنه يلعب بلا حسابات فإما ينتصر او ينهزم فخلال التصفيات التمهيدية حقق 4 انتصارات مع هزيمتين (6 مقابلات وفي الدور الثاني انهزم 3 مرات وفاز في 3 مناسبات وبذلك لم يعرف نتيجة التعادل خلال 12 مقابلة (7 انتصارات و5 هزائم) وهذه الحقيقة لمسناها مجددا امام الكامرون.