هدّد مسؤول امريكي رفيع المستوى بقصف مواقع حساسة واستراتيجية في العمق السوري في حال اقدام دمشق على تزويد «حزب الله» اللبناني ببطاريات صواريخ «اس ايه 2» وتغيير موازين القوى في المنطقة وتهديد امن اسرائيل. وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه في لقاء خاص مع صحيفة كويتية نشرته أول أمس إنه «لن تندلع الحرب بين لبنان واسرائيل في المستقبل المنظور، الا اذا تجاوزت سوريا الخطوط الحمر المتفق عليها». وذكر المسؤول الامريكي ان «حرب 2006 ساهمت في تحويل الوضع الامني في الجنوب اللبناني الى ما يشبه هضبة الجولان» السورية المحتلة، والتي «تتمتع بهدوء تام منذ توقيع اتفاقية وقف اطلاق النار بين اسرائيل والرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في عام 1974». واضاف: «منذ انتهاء الحرب، ترصد الاستخبارات الدولية كافة، اضافة الى مراقبي الاممالمتحدة، تهريبا للسلاح من سوريا الى حزب الله في لبنان، حتى ان سوريا لا تتنصل من هذه التقارير في معظم الاحيان». الا ان «تهريب السلاح»، حسب المسؤول، يبقى ضمن الخطوط الحمر «المتفق عليها بين اسرائيل وسوريا». ويقول ان الخطوط بين دمشق وتل ابيب لم تنقطع «حتى في ذروة حرب 2006، حينما ارسل السوريون رسائل استعدادا للسلام ورفض دخول الحرب الى جانب حزب الله». وتابع: «هناك عدد من المسؤولين الاسرائيليين ممن اعلنوا هذه الاتصالات على الملأ، وممكن ان تتوجهوا اليهم للمزيد من التأكيد». صواريخ «سام 2» ويضيف: «في موضوع تسليح حزب الله، ما يهم اسرائيل هو عدم تسليم سوريا للمنظمة اللبنانية صواريخ «اس ايه 2» وهي صواريخ أرض جو موجهة من مركز للقيادة». واضاف: «اذا ما سلمت سوريا هذه الصواريخ، فإن حربا ستندلع من دون شك، وستقصف اسرائيل اهدافا في دمشق هذه المرة». وحول سؤال عن مدى «تهديد» هذه الصواريخ للمقاتلات الاسرائيلية في حال اندلاع الحرب، فأجاب المسؤول الامريكي: «هذه صواريخ «سام 2»، وفي عام 1982، دمرت اسرائيل 17 بطارية صاروخ «سام 7» سوريا، وعطلت اثنين. ان سلاح الجو الاسرائيلي قادر على تجاوز هذه الصواريخ المضادة للطائرات». واضاف: «في صيف 2007، اجرى سلاح الجو الاسرائيلي جولات تجريبية في اليونان في مواجهة منظومة «اس 300» الروسية، وهي توازي «سام 20» على افتراض ان روسيا قد تزود ايران هذه الصواريخ، لكنها لم تفعل ذلك». وعن الاسباب المحتملة خلف التخوف الاسرائيلي من استخدام صواريخ ارض جو وضعت في الخدمة في عام 1957، رد: «هذه الصواريخ بامكانها اسقاط عدد كبير من الطائرات الاسرائيلية غير المقاتلة مثل الطائرات من دون طيار». وأضاف ان: «التقارير الاستخباراتية تشير الى ان السوريين سمحوا لعناصر من «حزب الله» بالقيام بدورات تدريبية في سوريا من اجل استخدام منظومة «اس 2» الا ان تل ابيب كررت تحذيرها لدمشق من مغبة تزويدها الصواريخ لحزب الله». ويستطرد المسؤول الامريكي: «لا حرب بين اسرائيل وحزب الله من دون دخول هذه الصواريخ الى لبنان، او من دون اعتداء من قبل حزب الله على اسرائيل، عبر الحدود الدولية، كما في 2006». وبالاجابة عما يجعل المسؤول يجزم بأن «حزب الله» لن يبادر بعمل عسكري من نوع او من آخر ضد الاسرائيليين، يقول: «هناك نوع من الحسرة لدى حزب الله اثر حرب 2006، حتى لو كان يعلن عكس ذلك، فحرب 2006 كشفت انه حتى مع اتخاذ مزارع شبعا كعذر لاستمرار العمل العسكري، الا ان هذا العذر لا يبرر امام اللبنانيين عموما ومؤيدي حزب الله خصوصا حرب شاملة مع اسرائيل، بل عمليات محصورة النطاق في محيط المزارع تبرر احتفاظ حزب الله بسلاحه». واليوم، حسب المسؤول، «ينصب اهتمام حزب الله على العودة الى الموقف الذي كان سائدا حتى 11 جويلية 2006، وهو كان يعترف بعمل عسكري محدود للحزب في منطقة المزارع، وكان مبنيا على قرارات اممية غير قرار 170».