استنفرت اسرائيل أمس قواتها العسكرية في مرتفعات الجولان المحتل وحول مزارع شبعا ودفعت بوحدات قتالية جديدة في المنطقة استعدادا لضرب ما تزعم تل أبيب بأنه مخازن سلاح «حزب اللّه» في سوريا. ومن بين الوحدات الموجودة حاليا على الجبهة «وحدة الجولاني» قوات النخبة والتي تتدرب بشكل مكثف للغاية بهدف تحقيق انجازات عسكرية في حربها القادمة. حرب على الجبهتين وأوردت مصادر إعلامية تعليقات الخبراء العسكريين بأن وجود فرقتين قتاليتين يعتبر كافيا لخوض حرب على الجبهتين السورية واللبنانية إذا أرادت إسرائيل دخول المغامرة العسكرية الجديدة. ونقلت جهات إعلامية عن مصادر أوروبية ذات خبرة عسكرية تأكيدها ان تحليق الطائرات الاسرائيلية من دون طيار بشكل كثيف في الأيام الأخيرة يؤشر إلى قرب ساعة صفر المعركة. وكشفت ذات المصادر ان لدى اسرائيل النية منذ أمد لضرب المخازن الاستراتيجية التابعة ل«حزب اللّه» في سوريا وفق قوله، والتي تحتوي على عدد كبير من الصواريخ الاستراتيجية بعيدة المدى. وأضافت ان المخازن موجودة في مناطق نائية من البلاد. وشدّدت على ان الضربة الصهيونية لن تقتصر على استهداف مخازن «حزب اللّه» بل ستشمل مصانع سورية حديثة للسلاح تنقل انتاجها الحربي إلى لبنان. واعتبرت ان الكيان الصهيوني يريد من «الأهداف المنتقاة» لعملية الزعم بأن دمشق شريكة في الوضع القائم من خلال امدادها «حزب الله» بالسلاح وبالتالي فهي تخرق القرار الدولي وهم 1701 وتستحق عقاب المجتمع الدولي. واستشهدت في هذا الاطار بتقرير «مجموعة الأزمات الدولية» الذي رأى ان اسرائيل لن تميز في حربها القادمة بين «حزب اللّه» والحكومة اللبنانية ولن تتردد في ضرب سوريا التي وصفها التقرير ب«المزوّد الرئيسي لحزب اللّه والداعم الأول له من الناحية العسكرية واللوجستية». تخوفات من التداعيات وأبدت ذات المصادر تخوفها من تداعيات الضربة الصهيونية المحتملة مشيرة إلى أن الوضع مقلق فعلا نتيجة الغموض الذي يحيط باحتمالات الرد السوري، والذي يمكن أن يكون «صامتا» على غرار التعليق السوري على قصف موقع «دير الزور» في 2007 أو مفاجئا من خلال اعتبار الهجمة «عملا عدائيا» والبدء في الردّ العسكري. وأوضحت ان جيش الاحتلال الصهيوني يتحسب لردّ الفعل السوري القوي خاصة ان الجيش السوري حاليا في أتم الجهوزية على عكس ما كانت عليه حالته عام 2007 حين قصفت اسرائيل «دير الزور». وأشارت إلى أن تقارير عسكرية تتحدث عن رفع الجيش السوري لجهوزيته عبر وضعه بطاريات الدفاع الجوي في حالة تأهب إضافة إلى اجراءات أخرى تؤشربوضوح إلى حجم الاستعداد السوري إزاء عملية عسكرية صهيونية. وتتوافق هذه التصريحات مع التهديدات المتبادلة بين «حزب اللّه» وسوريا من جهة وإسرائيل من جهة ثانية والتي تشير إلى قرب نشوب الحرب في منطقة الشرق الأوسط.