«سفيان شو» النسخة الثانية جاء حاملا لعديد التعديلات والتحويرات خاصة بعد النقد الذي رافق النسخة الاولى لكن هذا لم يمنع من تواصل هذه الانتقادات. حول ذلك «الشروق» التقت بمنشط البرنامج الممثل المعروف سفيان الشعري. بعد أربعة أو خمسة أسابيع من انطلاق برنامج «سفيان شو 2» كيف وجدت ردود الفعل الى حد الآن؟ الحمد لله الردود كانت ايجابية، الشارع التونسي فرح بالتجديد والتغيير الذي حصل بالبرنامج وأصبح يطالبنا بالمزيد من اكتشاف الاطفال «النوابغ». ما هي الانتقادات التي وصلتك الى حد الآن؟ شخصيا لم تصلني أي انتقادات، لكن هناك بعض المقالات الصحفية التي كتبت تقول سفيان الشعري «ماهوش ظاهر» ولم يأت بالجديد. بالنسبة لي لستُ بحاجة الى ابراز عضلاتي وقدراتي في برنامج للصغار لأن كل ذلك قمت به في المسرح، انما أحاول في كل مرة أن أتقرّب من الاطفال وأغوص في أعماقهم لاستخراج أكثر ما يمكن من طاقات وابداعات كامنة بداخلهم. لكن لاحظنا ان تنشيطك يبدو روتينيا بشكل يبعث على الملل؟ هدف البرنامج ترفيهي وليس تعليميا وهذا لا يتطلب مني مجهودا كبيرا سوى طرح بعض الاسئلة التقليدية على الاطفال المتبارين لذلك فإن تعاملي معهم يقوم أساسا على التلقائية ودون تحضير مسبق للحصة. عموما الاطفال يرغبون في المجيء الى الحصة لأنني أقدّمها. بعض مواقع الانترنات تناقلت أنك قمت بتهديد أحد الزملاء جراء مقال نقدي كتبه عنك! غير صحيح ولا علم لي بذلك لم أهدد أحدا، مستواي أرفع من ذلك بكثير رغم ان هناك بعض الاعلاميين «يؤلهون» في أعمالي الناجحة. أفهم من ذلك أنك لا تقبل النقد! أقبل النقد المعقول والجريء الذي يفيد الفنان ليتمكن من اصلاح أخطائه وتجاوز عيوبه بشكل يجعله يُطوّر من نفسه. لكن هناك بعض المقالات النقدية التي «تهدد الفنان» والتي يسعى كاتبها من خلالها الى تحطيمي و«تكسير» صورة سفيان الشعري. هل أنت مستهدف من قبل البعض؟ لا أعرف الى حد الآن من المستهدف «سفيان الشعري» أو برنامج «سفيان شو» او شركة «Cactus» لذلك فإني أطالبهم بأن يكون نقدهم جريئا ويوضح من المستهدف وفي كل الحالات أقول «إن نقدكم لي سيزيدني ارتفاعا». لكن نقد البرنامج لا يقتصر فقط على الاعلاميين، هناك بعض الآراء التي تذهب الى أن البرنامج فيه تجاوزات للطفولة بماذا ترده (يتساءل) تجاوزات من أي ناحية، نحن نساير الصغار في اختياراتهم على مستوى الأغاني نقوم بتوجيههم حسب قدراتهم الصوتية ومساعدتهم على اتقان هذه الأغاني الأطفال «يجونا حاضرين» لا يمكن مقارنة هذا الجيل بجيلنا نحن، انه جيل الكمبيوتر والانترنات وألعاب الفيديو. على مستوى اللباس البرنامج يقوم على التقليد لذلك فإن اللباس يجب أن يكون متماشيا مع لباس الفنان او الفنانة التي سيتم تقليدها من طرف الطفل المتباري مع اضافة ديكور يكون متماشيا مع الأغنية التي ستؤدى من طرف الطفل المتسابق وهذا راجع الى ادارة الانتاج التي انفقت «مصروف خيالي» حتى يكون البرنامج متكاملا على جميع المستويات. وتجميل الأطفال؟ قمنا هذا الموسم بالتخفيف والتنقيص من استعمال الماكياج ولا يمكننا التخلي عنه لأن الظهور في التلفزة يتطلب استعمال أدوات الزينة والماكياج. «سفيان شو 2» توجّه نحو لامركزية المشاركات لكن لماذا لا نجد الاطفال ذي الاحتياجات الخاصة (الاطفال المعوقين)؟ أبوابنا مفتوحة لكل الصغار نحن لا نفرّق بين الاطفال المعوقين أو غير المعوقين، لكن الى حد الآن لم تأت للبرنامج حالة طفل معوق وهذه دعوة الى كل الاولياء (الأطفال المعوقين) الى الاتصال بنا وتمكين أبنائهم من المشاركة معنا وإبراز مواهبهم وقد شكلنا هذه السنة فريق عمل يتنقل الى كافة مناطق الجمهورية ويتكفل بالبحث عن مواهب جديدة. ما الذي أضافه البرنامج الى رصيد سفيان الشعري؟ لم يضف لي شيئا لكنه علمني كيف أتعامل مع الصغار، علمني أن أحترمهم، أطفال اليوم أصبحوا يفرضون عليك «باش تحترمهم». لو ترين كيف يتعاملون مع الكاميرا لا يوجد «trac» أو الخوف يأتون الى البرنامج مؤهلين نفسانيا لانهم يعرفون أن البرنامج لعبة لا أكثر ولا أقل. إذن ما قيمة الجوائز وما مدى تأثيرها خاصة على الاطفال الخاسرين؟ لنعلّم أطفالنا ونعوّدهم بالربح والخسارة ونعوّدهم كذلك بأن يقبلوا بالخسارة لانهم لم يتمكنوا من الوصول الى الهدف المنشود وهذا من شأنه أن يجعل الطفل يسعى الى تطوير نفسه ليرقى بمستواه ويتجاوز هذه الخسارة. على أي أساس يتم اختيار الضيوف؟ في كل مرة نحاول تكريم أحد الفنانين وقمنا في احدى الحصص بتكريم الفنان الهادي المقراني الذي يعتبر آخر العنقود وقد فرح كثيرا بذلك وتأثر الى حد البكاء خاصة عندما أدى له أحد الاطفال أغنية من أغانيه.