وصل ظهر أمس الى مطار تونسقرطاج الدولي جثمان رئيس بعثة إعادة الاستقرار التابعة لمنظمة الأممالمتحدة في هايتي التونسي الهادي العنابي الذي توفي في الزلزال المروّع الذي ضرب الثلاثاء قبل الماضي جزيرة هايتي. وقد رافق الفقيد على متن نفس الطائرة السيد ألان لوروا الأمين العام المساعد للمنتظم الأممي المكلف بعمليات حفظ السلام الى جانب سفير تونس بواشنطن. وقد انتظم بمطار تونسقرطاج موكب استقبال رسمي لجثمان الفقيد حضره السيد كمال مرجان وزير الشؤون الخارجية الى جانب الاطارات السامية بالوزارة وممثلي المنظمة الأممية المعتمدين بالجمهورية التونسية، فضلا عن عديد الشخصيات التونسية والأجنبية. وحيّت تشكيلة شرفية من الجيش التونسي التابوت الذي كان مغطّى بالعلَم التونسي في جوّ خاشع، قبل أن يقرأ عليه الشيخ منذر الجدي آيات من كتاب اللّه وسورة الفاتحة. وحضر المراسم عدد كبير من الصحفيين والاعلاميين من شتى وسائل الاعلام الوطنية والأجنبية. وأكد السيد كمال مرجان أن هذا الموكب الرسمي قد تم تنظيمه بتعليمات من الرئيس زين العابدين بن علي اعترافا بالجميل للسيد الهادي العنابي الرجل الاستثنائي والديبلوماسي الفذ الذي شغل عدة مناصب سامية في تونس قبل أن يلتحق سنة 1981 بمنظمة الأممالمتحدة. وأفاد الوزير أن هذا التكريم الذي أراده الرئيس زين العابدين بن علي للفقيد يؤكد التقدير الذي يكنه سيادته للمرحوم الهادي العنابي مضيفا قوله أن رئيس الجمهورية يعتبر هذا التكريم واجبا تجاه كل من خدم الوطن وساهم في دعم إشعاع تونس على الصعيد الدولي. ونوّه الوزير عاليا الخصال الشخصية والمهنية للفقيد معبّرا عن بالغ الأسى لفقدان رجل من طراز استثنائي. بدوره اعتبر السيد ألان لوروا الأمين العام المساعد للأمم المتحدة أن المنظمة الدولية فقدت ركيزة هامة من ركائزها بما كان يمثله العنابي من نموذج للمهنية والنزاهة والتفاني اللاّمحدود خدمة لقضايا الأممالمتحدة وحفظ السلام. وأشار لوروا الى أن الراحل كان يتمتع بحبّ الشعب الهايتي، مستدلا بالتكريم الذي خصّه به رئيس هايتي باسم كافة أعضاء الحكومة والشعب الهايتي للخدمات الجليلة التي قدمها لبلدهم. يشار الى أن أفراد عائلة العنابي اعتذروا عن الادلاء بأية تصريحات للصحافة. وستجرى مراسم دفن الفقيد الهادي العنابي صبيحة اليوم بمقبرة الجلاز.