وصل صباح اليوم الخميس الى تونس جثمان الفقيد الهادى العنابي رئيس بعثة اعادة الاستقرار التابعة لمنظمة الاممالمتحدة في هايتي الذى وافاه الاجل المحتوم في انهيار مبنى المنتظم الاممي جراء الزلزال المدمر الذى ضرب العاصمة بور اوبرانس يوم 12 جانفي. وقد رافق جثمان الفقيد على متن نفس الطائرة السيد /الان لوروا/ الامين العام المساعد للمنتظم الاممي المكلف بعمليات حفظ السلام الى جانب سفير تونس بواشنطن. وقد انتظم بمطار تونسقرطاج موكب استقبال رسمي لجثمان الفقيد حضره السيد كمال مرجان وزير الشؤون الخارجية الى جانب الاطارات السامية بالوزارة وممثلي المنظمات الاممية المعتمدين بالجمهورية التونسية فضلا عن عديد الشخصيات التونسية وعائلة وأقرباء الفقيد. وحيت تشكيلة شرفية من الجيش الوطني الثابوت الذى كان مغطى بالعلم التونسي في جو خاشع.كما تلت الشخصيات الحاضرة الفاتحة ترحما على روح الفقيد. وافاد السيد كمال مرجان أن هذا الموكب الرسمي قد تم تنظيمه بتعليمات من الرئيس زين العابدين بن علي اعترافا بالجميل للسيد الهادى العنابي الرجل الاستثنائي والديبلوماسي الفذ الذى شغل عدة مناصب سامية في تونس قبل أن يلتحق سنة 1981 بمنظمة الاممالمتحدة . وبين الوزير ان هذا التكريم الذى أراده الرئيس زين العابدين بن علي للفقيد يؤكد التقدير الذى يكنه سيادته للمرحوم الهادى العنابي مضيفا قوله ان رئيس الجمهورية يعتبر هذا التكريم «واجبا تجاه كل من خدم الوطن وساهم في دعم اشعاع تونس على الصعيد الدولي». وثمن الوزير عاليا الخصال الشخصية والمهنية للفقيد معبرا عن بالغ الاسى لفقدان /رجل من طراز استثنائي/ واشاد السيد /الان لوروا/ من جهته بالفقيد الذى قال عنه انه «رائد عمليات حفظ السلام في العالم» و»مثال للاستقامة والنزاهة والمهنية والتفاني اللامحدود خدمة لقضايا الاممالمتحدة وحفظ السلام» واضاف يقول» لقد كان ابنا بارا لبلده وقدم صورة نموذجية عن تونس لدى منظمة الاممالمتحدة . واني اتيت اليوم باسم الامين العام للمنتظم الاممي لمرافقة جثمان الفقيد الى تونس تكريما لهذا الابن الفذ للمنظمة الاممية الذى أعطى الكثير للعالم وساهم في تحقيق السلم والامن في عدد كبير من البلدان» واكد يقول «لقد كنت شاهدا على التكريم الذى خصه به رئيس هايتي باسم كافة أعضاء الحكومة والشعب الهايتي للخدمات الجليلة التي قدمها لبلدهم» مضيفا «ان فقدان الهادى العنابي خسارة كبيرة لمنظمة الاممالمتحدةولتونس» وأكدت السيدة سيلفي بارمان مديرة منظمة الاممالمتحدة والمنظمات الدولية بوزارة الشوءون الخارجية الفرنسية أن موت الهادى العنابي يعد «مأساة كبيرة وخسارة للمنظمة الاممية وللمجموعة الدولية» مضيفة قولها «لقد كان الفقيد شخصية لامعة كما كان يتمتع بخصال انسانية وشخصية ومهنية رفيعة. فقد جسد بامتياز مفهوم مواطن العالم وكان أفضل اخصائي في عمليات حفظ السلام في العالم» وأفادت قائلة «اني هنا لامثل وزير الشؤون الخارجية الذى يعتبر الفقيد الهادى العنابي صديقا شخصيا وصديقا كبيرا لفرنسا». وستجرى مراسم دفن الفقيد الهادى العنابي صبيحة الجمعة بمقبرة الجلاز.