شاءت القرعة أن تضع منتخبا الكوت ديفوار والجزائر وجها لوجه في مواجهة تجمع أكثر فريقين جاهزية على الصعيد القاري في الوقت الحالي ومتأهلين للمونديال القادم في أفضل مشهد كروي ساخن في هذا الدور ربع النهائي. منتخب الفيلة سيحاول المواصلة في نسقه التصاعدي الذي قد يبلغ ذروته في لقاء اليوم والهدف هو تجاوز المنتخب الجزائري لشرعنة حلم الفوز باللقب في فرصة أخيرة لهذا الجيل الاستثنائي وتعويض خيبات 2006 و2008. منتخب ساحل العاج هو الوحيد الذي تصبّ الترشيحات لصالحه وحصل بالاجماع على صيغة المنتخب المتكامل وحتى غياب إيمانويل إيبوي لن يشكل عائقا في ظل تواجد معوض في حجم ڤاي ديميل مدافع هامبورغ الألماني وهنا قد يفكر ميلوزيتش في إقحام باكاري كوني منذ البداية الى جانب دروغبا في محاولة لاختراق الدفاع الجزائري من العمق نظرا لصعوبة المرور من الأطراف، في حين أن وسط الميدان سيكون مسرحا لمواجهة حاسمة قد تكون مفتاح المباراة ونتوقع صراع كبير بين زوكورا ويحيى توري من جهة وبين يزيد المنصوري والحسن بيدة من جهة أخرى. الطرف الثاني في هذه المواجهة سيكون المنتخب الجزائري الذي أعلنها صراحة أن تأهله للمونديال لم يكن محض صدفة وصنّف من بين أكثر الفرق تقديما لكرة جميلة وممتعة في حين يعدّ سلاح المعنويات العالية والروح الانتصارية أهم سلاح يدعم حظوظ أبناء الشيخ سعدان الذي يعوّل على تكامل الخطوط في صفوف تشكيلته وخاصة صلابة الدفاع بقيادة حليش وبوڤرة والعيفاوي وبلحاج على الأطراف ولكن ما يقلق سعدان هي إصابة ياسين بزاز مما يفرض عليه تغيير الرسم التكتيكي بإقحام مراد مغني كصانع ألعاب والتعويل على زياني على الجهة اليسرى.. لكن كل هذه الحسابات التكتيكية لن تكبّل أرجل اللاعبين الباحثين على الفوز من الجانبين مما يوحي بمباراة تخرج عن منطق الحسابات في حين أن الفائز سيكون له شأن كبير وكلمة الفصل في هذه البطولة فيما تبقى فرضية غياب الحارس الأساسي فوزي الشاوش عن المباراة النقطة الوحيدة التي تؤرق سعدان وتخيف الجماهير الجزائرية. محمد الهمامي تحت مجهر رشيد بلحوت: لهذه الأسباب أرشح كفة المنتخب الجزائري بالنسبة للمدرب رشيد بلحوت، فإن المنتخب الجزائري ينطلق بحظوظ أوفر لاقتلاع ورقة الترشح الى الدور نصف النهائي في لقائه اليوم ضد الكوت ديفوار مضيفا أن الغيابات التي ستسجلها التشكيلة الجزائرية لن يكون لها أي تأثير. حول هذه المباراة، يقول المدرب الجزائري للأولمبي الباجي: هي مباراة اقصاء مباشر ولا أحد بإمكانه القيام بحسابات مثلما كان الأمر في الأدوار السابقة وهو ما يجعلنا ننتظر مباراة مفتوحة من الناحية الهجومية. وفي خصوص المنتخب الجزائري فإنه بعد المخاوف التي استبدّت بأنصاره خلال لقائه ضد المالاوي حيث تمكن من القفز على آلامه واقتلاع ترشح هو جدير به بفضل ما تحلّى به من عزيمة وقوة شخصية وما ميّز أداءه التقارب بين الخطوط الذي كان مفقودا خلال اللقاء الأول ضد المالاوي، كما اتضح ما يملكه هذا المنتخب من امكانات بدنية أهلته الى الوقوف بندية مع المنتخبات الافريقية، فإنه تميز بتوفره على عدد كبير من المحترفين الذين قدموا الى المجموعة عنصر الخبرة وقد بدا حرص زملاء دروڤبا كبيرا على كسب الرهان هذه المرة بعد أن فشلوا في السابق في ذلك لكن شخصيا أرجح كفة المنتخب الجزائري.