بالتعاون مع اللجنة الثقافية الجهوية نظمت المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث ببنزرت مؤخرا ندوة جهوية بعنوان: «نشاط ثقافي جهوي متعدد الألوان حسب خصوصية كل جهة». وهو لقاء ثقافي يندرج في إطار بلورة تصوّرات وبرامج بهدف إضفاء مزيد من التميّز على الأنشطة ذات الصلة وإبراز الخصوصيات الجهوية والمحلية تجسيما للمحور 18 من النقطة العشرين للبرنامج الانتخابي لرئيس الدولة بجعل تونس منارة ثقافية على الدوام. وتنوّعت بالمناسبة مقترحات الحضور من ممثلي دور الثقافة والشباب والجمعيات الناشطة في الوسط الثقافي بهذه الجهة فكان من أبرزها الدعوة الى مزيد تطوير البنية التحتية ذات الصلة اضافة الى برمجة عدد من المهرجانات التي قد تساهم بدورها في التعريف بالموروث الذي تزخر به مختلف المعتمديات على مرّ الحضارات الانسانية. وفي مداخلته التمهيدية لمحور الندوة شدّد الدكتور منجي الزيدي عضو اللجنة المركزية والمدير رئيس تحرير جريدة «الحرية» على ان سيادة الرئيس راهن منذ فجر التحوّل على ان تطوير العمل الثقافي يبقى أحد الخيارات الأساسية لتحقيق التنمية بكل جهات البلاد. مضيفا في ذات الصدد بأن «ديمقراطية الثقافة» في تونس تعطي أولوية لمفاهيم الثراء والتنوّع مع الحفاظ على الخصوصيات الجهوية والمحلية وهو الأمر الذي ساهم بدور فعّال في تشكل المشهد الثقافي. هذا وأشار في النهاية الى النقلة التي شهدتها خلال السنوات الأخيرة مؤسسات العمل الثقافي من هيكلية وما توفّر لها من امكانات سهلت الخروج من النمطية والمركزية نحو الجهات وبأن الدعوة الآن الى مزيد التفكير في تعزيز معاضدة مكوّنات المجتمع المدني نحو تفعيل الحركة الثقافية.. تطوير البنية الأساسية الثقافية مقترحات وملاحظات عدة تقدّم بها ثلة من المشرفين على الفضاءات الشبابية والثقافية بأغلب معتمديات جهة بنزرت ولعل من أبرزها اشكاليات عدم تهيئة بعض المنشآت منها قصر المؤتمرات ببنزرت إضافة الى عدم التفكير في حل إشكال غلق آخر قاعة سينما... كما اقترح مجموعة من رؤساء جمعيات صيانة المدن... بدواخل المناطق مزيد التنسيق للتعريف بدرر المواقع السياحية على غرار مسلك العالية ورأس الجبل وأوتيك... اضافة الى «محمية إشكل».. دعوة أخرى ساقها من سجنان احد المشرفين بخصوص تعزيز طرق التعريف بالمخزون الأثري الذي تزخر به هذه المعتمدية من ولاية بنزرت. متحف جهوي لبنزرت... لم لا؟! توصية حملها بعض الشبان المبدعين بخصوص برمجة متحف جهوي قار يؤرخ لتعاقب الحضارات والثقافات على بنزرت اضافة الى التفكير في بعث سوق للصناعات التقليدية يُرسي على ضفاف المرسى القديم إضافة الى تعزيز حضور الفلكلور الشعبي البنزرتي ضمن الأجندا السنوية للمهرجان الدولي.. مهرجان للفخار البربري بسجنان!! وفي كلمته أوضح الأستاذ سالم الحريجي والي بنزرت بأن قطاع الثقافة في تونس تعزز بعديد التشريعات والدعم الذي فتح الآفاق أمام كل المبدعين في مختلف المجالات الثقافية والفنية.. من ذلك الزيادة ب 0.25٪ منذ 2001 الى حدود 2014 في مستوى مجمل الدخل الوطني الخام حيث ووفقا لآخر الاحصائيات فإن هذه النسبة تطوّرت من 0.6٪ سنة 2001 إلى حدود 1.25٪ العام الماضي ومن المرتقب أن تصل الى 1.5٪ في 2014. وفي ردّه على مجمل استفسارات السادة الحضور أفاد والي الجهة بأن بعض المشاريع سترى النور عما قريب على غرار برمجة ملتقى للابداعات الشبابية سيكون بالتعاون مع المؤسسات التربوية في مستويات التعليم الثانوي والعالي. أما عن باقي الاشكاليات المثارة فوصف وضعية قصر المؤتمرات ببنزرت بغير الواضحة الى حد الآن على اعتبار عدم تحديد هذا الفضاء الثقافي. مضيفا في ذات السياق بأن التدخلات الأخيرة للبلدية شملت أركان هذا الفضاء في ضوء العناية بالبناءات القديمة بمدينة بنزرت». أما عن مخزون الآثار بسجنان فاعتبر انه من المنتظر برمجة مهرجان الفخار البربري الذي سيكون بمشاركات عالمية متنوعة.. مالوف بنزرت وعن مقترح جمع المخزون الثقافي الذي تزخر به الجهة ابرز الفنان محسن الماطري بأن كل الجهود منصبة لتنظيم مهرجان للأركسترا غير المحترفة إضافة الى جمع التراث الموسيقي من أغاني المالوف ببنزرت. أما عن باقي المقترحات فقد رحب الأستاذ سالم الجريبي بفكرة تنظيم مهرجان صيفي لسباق التزحلق بمجرى قنال بنزرت.. احتفاء بمثقفي بنزرت وعلى هامش أشغال هذه التظاهرة الثقافية الكبرى تم تكريم ثلّة من مبدعي ومثقي الجهة والضيوف من بينهم الدكتور منجي الزيدي والشاعر والأديب البشير المشرقي والشاب محمد منتصر لسود مخرج الشريط الوثائقي لويجف البحر. «السقيفة» وفي ما يخص جائزة الابداع الثقافي لولاية بنزرت آلت جائزة الدورة الرابعة الى جمعية النهضة التمثيلية عن عمل «السقيفة».. مواكبة: إيمان عبد الستار