أعلنت سلطات الاحتلال الاسرائيلي أمس تشديد الاجراءات الامنية حول السفارات والقنصليات في الخارج وكذلك في صفوف جيش الاحتلال داخل الاراضي الفلسطينيةالمحتلة وذلك تحسّبا لتنفيذ هجمات أو عمليات خطف قد تُقدم عليها المقاومة ردا على اغتيال القيادي في «حماس» محمود المبحوح حيث جدّدت الحركة أمس تهديداتها بالانتقام في الزمان والمكان المناسبين. فقد قالت إذاعة الاحتلال إن «قرارا صدر بتشديد الاجراءات الامنية المتخذة في صفوف قوات جيش الاحتلال وحول الممثليات الصهيونية في الخارج تحسّبا لوقوع عمليات انتقامية في أعقاب اغتيال المبحوح وكذلك مع اقتراب الذكرى السنوية الثانية لاغتيال القيادي العسكري في «حزب الله» عماد مغنية. تأهب واستنفار وأضافت الاذاعة أن قوات جيش الاحتلال تلقّت تعليمات بزيادة اليقظة تحسبا لقيام عناصر من المقاومة الفلسطينية بمحاولات لاختطاف جنود اسرائيليين. ورفع جيش الاحتلال مستوى الانذار وجدّد تحذيراته للعسكريين وخصوصا العاملين على الحدود من مخاطر حصول هجمات أو عمليات خطف. ويأتي تعزيز هذه الاجراءات وحالة الرعب والاستنفار التي تعيشها اسرائيل قبل أيام من حلول الذكرى الثانية لاغتيال مغنية في اعتداء بدمشق نسبه «حزب الله» الى اسرائيل. وكانت سلطات الاحتلال حذّرت من احتمال قيام «حزب الله» بتنفيذ هجمات أو عمليات خطف. ورفضت سلطات الاحتلال التعليق على اغتيال المبحوح، غير أن الكثير من الوزراء الصهاينة ومعظم وسائل الاعلام الاسرائيلية أشادت بتصفية المبحوح الذي تعتبره اسرائيل أحد مزوّدي «حماس» بالاسلحة. ولم يستبعد محللون اسرائيليون ما أعلنته «حماس» من أن عملاء «الموساد» تمكنوا من اغتيال القيادي في الحركة، بعد أن وصلوا الى أبو ظبي برفقة وزير البنى التحتية عوزي لانداو الذي شارك في مؤتمر بيئي في الامارات الشهر الماضي. تهديد... ووعيد في الاثناء، جدّدت حركة «حماس» أمس تهديداتها بالانتقام لدم المبحوح. وقال الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة في تصريح لموقع «القسام» إن دم الشهيد محمود المبحوح لن يذهب هدرا وإن هذه الجريمة سيعاقب عليها الكيان الصهيوني الذي ارتكبها بهذه الطريقة الغادرة. وأضاف أن «العدو الصهيوني لن يفلت من العقاب على قدر هذه الجريمة التي ارتكبها، لكن طبيعة هذا العقاب نحن نحدده في الوقت المناسب والمكان المناسب وبالطريقة التي نراها مناسبة». وتابع أبو عبيدة: «العدو الصهيوني يريد أن يقول إنه يستطيع أن ينفذ اغتيالات أينما يريد وهذه بالدرجة الاولى رسالة ينبغي أن يلتقطها العرب والمسلمون الذين يستبيح «الموساد» الصهيوني أراضيهم في كل مكان. وأوضح أن «هذه الرسالة يجب أن يكون الرد عليها على حجم هذه الجريمة وهذا الاختراق وهذا العبث بالأمن القومي العربي، أما بالنسبة لنا فنحن نقول إن هذه النهاية هي نهاية متوقعة لشهيد قائد مجاهد كبير مثل محمود المبحوح، وهذه الرسالة نحن سنرد عليها برسالة بإذن الله تعالى، وعلى العدو الصهيوني أن يعرف أن هذه الاغتيالات لن تزيدنا إلا قوة». وأكد أبو عبيدة أن «العدو الصهيوني هو الذي يقف وراء العملية عبر جهاز «الموساد» الصهيوني، مبينا أن هناك أدلة وبراهين قاطعة على هذا الامر، وقال: نحن أعلنا عن بعضها ولازلنا نتحفظ عن بعض المعلومات والتفاصيل سنعلنها في الوقت المناسب، دون المزيد من التوضيح. وأضاف: أن المعركة مع العدو الصهيوني داخل حدود فلسطين التاريخية، والاحتلال يحاول تغيير قواعد اللعبة وتوسيع دائرة حربه على الشعب الفلسطيني وعلى مقاومتنا فعليه أن يتوقع أي شيء». وقد أعلن المتحدث باسم «حماس» فوزي برهوم أمس أنه تم التوصل الى بعض خيوط الجريمة، مطالبا الجميع بالتروّي للوصول الى الحقيقة لأن المجرم اختار دولة ذات سيادة لتكون مسرحا لجريمته.