هدّد الكيان الصهيوني أمس سوريا ب«حرب شاملة» لا هوادة فيها تجبر السوريين على العودة إلى طاولة المفاوضات محذرا لبنان من أن أيّ تصعيد عسكري يقع على الجبهة الشمالية سيفضي إلى عدوان إسرائيلي على حكومة لبنان وبُناها التحتية. ونقل وقع «هآرتس» الصهيوني عن وزير الحرب إيهود باراك قوله: إن الحرب ستجبر الطرفين وخاصة الطرف السوري، على العودة إلى طاولة المفاوضات مرّة أخرى وعلى بحث المواضيع نفسها المتطرق إليها منذ 15 سنة. خيار اللاخيار وأضاف باراك ان التسوية السياسية يجب أن تكون بالنسبة إلى سوريا «خيار اللاخيار» في إشارة إلى عزم حكومته على إجهاض أي خيار مغاير لخيار «السلام» على حدّ وصفه. وأشار في هذا السياق إلى أن «التسوية السياسية» لا تعتبر حلم الطرف الثاني لذلك فعليها أن تكون «خيار اللاخيار» حسب زعمه. ورأى أن الشرق الأوسط مكان صعب لا رأفه فيه بالضعاف ولن يتم تخفيض أي اتفاق سياسي مادام الجانب الثاني يعتقد أن إسرائيل ضعيفة وبالإمكان استنزافها أو الايقاع بها في فخ الديبلوماسية وفق ادعائه. واعترف باراك بقدرة دمشق على «ازعاج» تل أبيب وعلى حيازتها لصواريخ بعيدة المدى وعلى قدرتها على إيصال موقفها السياسي بكل وضوح. كما أقر بذكاء السوريين وقدرتهم على تكوين تحالفات قوية قائلا: «لدينا مصلحة كبرى في إخراج دمشق من دائرة العداء».. ولكني لست متأكدا من إمكانية تحقيق هذا الأمر بالتوازي مع تحركنا على الملف الفلسطيني. العقاب الجمعي وفي حديثه عن لبنان، قال باراك إن إسرائيل وإن كانت لا ترغب في تصعيد الأوضاع فإنها ترى أن حكومة سعد الحريري مسؤولة عمّا سمّاه الوضع غير الطبيعي والتدهور الأمني الذي قد يحصل في الجبهة الشمالية. وشدد على أن الكيان الصهيوني وفي حال اندلاع الحرب لن يستهدف فقط قادة «حزب اللّه» وإنما أيضا حكومة لبنان وبناها التحتية بكل ما تحمله هذه الكلمات من معنى. ولدى تطرقه إلى الملف الايراني، دعا الوزير الصهيوني إلى الحيلولة دون إضفاء الشرعية على تخصيب اليورانيوم في إيران. وأكد أن الهجوم العسكري على المنشآت النووية الايرانية لا بدّ أن يبقى ضمن احتمالات التعامل مع ايران قائلا: أقول لأصدقائنا في العالم إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة.. ونوصي كل عقلاني بعدم إلغاء أي منها..