توعّدت حركة «حماس» أمس بملاحقة المسؤولين عن تفجير سيارة تابعة لأحد قادتها في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة، والذي أدّى الى اصابة طفلين ونجاة القيادي يوسف صرصور ، في وقت بدأت الحركة باجراء تحقيق دقيق في اغتيال أحد قادة جناحها العسكري محمود المبحوح في دبي، مشيرة الى حصول اختراق أمني اسرائيلي أدّى الى تنفيذ الجريمة. ونقلت وكالة «سما» الفلسطينية عن بيان لحركة «حماس» يفيد بأن مجهولين أقدموا فجرا على زراعة عبوة وتفجيرها قرب سيارة صرصور القيادي المحلي بالحركة وأحد رجالات الاصلاح والمؤسسات في مخيم خان يونس يوسف صرصور. تهديدات وتوعدت الحركة في بيانها بملاحقة المسؤولين عن تفجير السيارة، وقال الناطق باسم «حماس» في خان يونس حماد الرقب «إن الاجهزة الأمنية شرعت في التحقيق وكشف ملابسات هذا الحادث وملاحقة المجرمين الذين اقترفوه وستقتنصهم العدالة ليلاقوا جزاءهم». وأكّد البيان «أن هذا الحادث الاجرامي يؤكد أن يد الاحتلال والأطراف المرتبطة به، لا تزال تعبث وتدير المؤامرات، وتحاول اعادة انتاج الفوضي، والعودة لمربع الفلتان الامني، من أجل اشغال القوى الحية في قطاع غزة في قضايا جانبية، بينما يتركز الجهد في تدعيم خط المقاومة وحالة الاستقرار والصمود». وقال صرصور في تصريحات له «انه في حوالي الساعة الثالثة فجرا، سمع صوت انفجار «ضخم» هز المنطقة، معتقدا أنه قصف بطائرات ال «اف 16»، وعند استطلاع الامر تبين ان الانفجار وقع في سيارته المتوقفة أمام المنزل، بواسطة عبوة ناسفة شديدة الانفجار، مشيرا الى تضرر عدد كبير من المنازل المحيطة، وأدّى الانفجار الى اصابة طفلين فضلا عن تدمير السيارة. وتابع الرقب قوله «يأبى المنفلتون من خفافيش الظلام الا استمرار مخططاتهم الخبيثة والاجرامية في محاولة لزعزعة الاستقرار الامني في قطاع غزة الصامد عبر عمليات التفجير وزرع العبوات معتبرا أن ذلك يأتي في اطار استراتيجية مشتركة مع الاحتلال الصهيوني للنيل من إرادة هذا الشعب الأبي». تحرّكات «حماس» وتأتي محاولة الاغتيال الفاشلة هذه بعد أيام من كشف «حماس» عن اغتيال المبحوح في دبي. وقال نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق إن «حماس» ستجري تحقيقا دقيقا على خلفية اغتيال القيادي في كتائب القسّام محمود المبحوح، مجددا اتهام جهاز الاستخبارات الاسرائيلية الخارجية (موساد) بالوقوف وراء الحادث. وأضاف أبو مرزوق أن الأمر يتطلب تعاون أطراف كثيرة نظرا الى أن الاغتيال جرى في دولة أخرى نافيا ما تردّد من أن السلطات الامنية في حكومة دبي ترفض التعامل مع «حماس» وأنها ستبلغ تقاريرها الى السلطة الفلسطينية قائلا «هذا شهيد «حماس» ولا علاقة للسلطة به». ونفى أبو مرزوق أيضا ما تردّد من أن المبحوح كان في دبي دون احتياطات أمنية مؤكدا أن الحماية كانت متوفّرة. في غضون ذلك، رأى قيادي فلسطيني مقيم في دمشق ان خللا أمنيا يقف وراء نجاح «الموساد» في اغتيال المبحوح، ولم يستبعد ان يكون هناك اختراق من الدائرة التي تحيط به. وقال القيادي الذي لم يكشف عن هويته ان «الاختراق الداخلي احتمال قائم» مرجّحا ان تشكل «حماس» لجنة تحقيق داخلية لتعرف حقيقة من يقف وراء حادث اغتياله. وأوضح القيادي ان حركة المبحوح لم تكن سريّة، وكانت شخصيته معروفة من كثير من القوى الفلسطينية الموجودة في دمشق.