يعتبرها البعض من الفنون التهريجية ووسيلة للتسلية للاضحاك فقط، عكس ذلك هي اختصاص فني صعب جدا مثلها مثل بعض اختصاصات العلماء في مجالاتهم والأساتذة في مكاتبهم، الكوميديا هي أقرب شيء لقلب المشاهد في العالم. الفنان القدير سفيان الشعري هو واحد من نجوم الكميديا ببلادنا والذي لا يتكرر وخير دليل على ذلك دوره في سلسلة (شوفلي حل)، هذا الفنان قد خط لنفسه أسلوبا مختلفا يعكس ما يقوم به زملاؤه من نشاط فني فقد استحوذ على عقول الصغار قبل الكبار حتى تبقى قلوبهم تنبض بالأحاسيس والمشاعر الطيبة التي ما انفك يفجّرها داخلهم بكل مواقفه الهزلية. لقد لعبت الصدفة دورها ليفتك المشعل من والده الممثل القدير الحبيب الشعري الذي كانت تربطني به صداقة منذ الستينات. سفيان عرف كيف يشقّ طريقه الى عالمه الخاص الفني اضافة الى الطاقة الكامنة بداخله حتى أدرك الجميع أن هذا الفنان القادم من المجهول قد ابتسمت له الحياة وجعلت منه موهوبا يلتحق بمركبة الكوميديين الذين سبقوه بامتياز، مع أن اضحاك الناس ليس سهلا. البعض لا يقدّمون فنّا ضاحكا بل ضحكا للضحك بدون هدف أو مضمون وكأنهم يقومون بعرض للأزياء وهم عاجزون عن اقتلاع البسمة من أفواه الجماهير معتبرين أنفسهم ملوك الكوميديا باستثناء الذين ولدوا ليكونوا أهلا لهذا الفن. أمّا في ما يخصّ «سفيان شو» واحتكاكه بالصغار بتنشيط حصتهم فهذا أسلوب مختلف تماما عن ميدان المنشطين من الدرجة الأولى الفنية أو الرياضية كل ما في الأمر هناك محاولة ستظلّ تكبر مع الأيام ويصبح المحرك الأساسي والمفضّل للأعمال التنشيطية للأطفال حسب تلقائيته وخفّة دمه، والذين يقلقهم حضور سفيان الشعري في الملاعب الكوميدية عليهم الكشف عن أدمغتهم الملوّثة لدى بعض الأطباء عسى أن يجدوا لهم الدواء الشافي.