استنفرت القوات الأمريكيةالمحتلة والأفغانية المحلية جنودها على إقليم هلمند استعدادا لشنّ هجوم عسكري هو الأوسع من نوعه منذ بداية الغزو الأمريكي لأفغانستان في عام 2001، فيما تمكّنت حركة «طالبان الأفغانية» من تطوير أدائها القتالي وابتكار أسلحة تعجز القوات الدولية عن رصدها. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية محمد زاهر عظيمي إن قوات الأمن الأفغانية ستقود العملية العسكرية في إطار خطط تفضي الى تسلّمها مسؤولية الأمن في إقليم هلمند، مضيفا أن الهجوم سيكون مشتركا بين الجيش المحلي وقوات المارينز الأمريكية والقوة الدولية للمساعدة على إحلال الأمن «إيساف». ولم يحدّد زاهر عظيمي الموعد المحدّد لانطلاق العملية بيد أنه توقّع شنها خلال الأيام القليلة القادمة. بدوره، رجّح المتحدث باسم الحلف الأطلسي إيريك تريمبلي ان يبدأ الهجوم خلال الشهر الجاري، زاعما أن «الناتو» سيتوجه رفقة قوات الأمن المحلية لتطهير هلمند والسيطرة على الاقليم وإرساء بدائل سياسية وتربوية وصحية لجميع الأفغان، حسب ادعائه. وأفاد ذات المتحدث ان ألفا من رجال الشرطة الأفغانية وعدة آلاف من الجنود الأفغان وعشرات الآلاف من القوات الدولية سينخرطون في العملية. ويرى محلّلون أن هذا الهجوم سيجرى على غرار الهجوم الذي استهدف ولاية غارمزير العام المنصرم والذي سعت من خلاله واشنطن الى تطهير المنطقة من مسلحي «طالبان» واستئصال الحركة من معاقلها الشعبية. ويعتبر إقليم«هلمند» معقلا لحركة «طالبان» والحاضنة الشعبية والفكرية لعناصرها. تطوير وسائل قتالية في هذه الأثناء، كشفت صحيفة«نيويورك تايمز» الأمريكية عن تمكن حركة «طالبان» من تطوير وسائل جديدة قتالية قادرة على مجابهة القوات الأمريكية والأفغانية المتربّصة على حدود هلمند. وأردفت أن «طالبان» استطاعت من خلال المزج بين الأسلحة المتطورة مع الأساليب القديمة تطوير أساليبها لتجنب القبض على عناصرها وتعطيل سير العمليات الأفغانية والأمريكية وبالتالي احتواء الخطر المحدق بقادتها. وأشارت الى أن هذه الأساليب الجديدة التي طورتها «طالبان» على مدى الأشهر السبعة التي أعقبت تدفق القوات الأمريكية على «هلمند»، ساعدت الحركة على تحويل نفسها من قوة إقليمية رئيسية في المنطقة الى قوة بارعة.. مؤكدة أن هذه الوسائل القتالية غالبا ما تكون «غير مرئية». وأفادت أن من بين الوسائل القتالية الجديدة اختيار مواقع زرع القنابل التي تنفجر بمجرد الضغط عليها من خلال مراقبة تصرّفات الأمريكيين وخطّ سيرهم المعتمد، متابعة أن «طالبان» تستغلّ الرعاة لبيان مسار الجنود الأمريكيين. ونقلت الصحيفة عن «الكابتن بول ستابس» قوله انه عندما تتجه الى أي مكان ما، تنطلق أمامك لسبب أو لآخر هبة من الدخان وصفارات الرعاة.. وانطباعنا أن هؤلاء الناس يتلقون أجرا على ما يفعلونه.