«مسافر زاده الكتاب» تظاهرة سنوية تدرك دورتها الرابعة بحلول يومي 5 و6 فيفري وهي أيام دأبت على تنظيمها إدارة المطالعة العمومية بالتعاون مع المندوبية الجهوية بصفاقس، ولعلّ من أهمّ أهدافها تشجيع المواطن التونسي على المطالعة وإعادة ما همّشه عصر السرعة وزمن الانترنات ونعني به الكتاب إلى الواجهة فضلا عن إعادة الدفء إلى علاقة التونسي بالمطالعة والتي تميّزت بالفتور ووصلت حدّ القطيعة. ولأن المسافر حسب التوجه العام لهذه التظاهرة هو المستهدف المباشر، تنظم فعاليات هذه الدورة بمحطات الأرتال بكل من صفاقس والمحرس والصخيرة وقابس وسوسة إضافة إلى محطة النقل البرّي بسيدي بوزيد وأيضا على متن القطار وعلى متن الحافلة، كما تقام بحرا على متن لود قرقنة وبمحطة سيدي يوسف البحرية. ويساير هذه الدورة برنامج ثري ودقيق ليوزع على كل هذه المحطات باحكام، ذلك أن المسافر ما إن يغادر المحطة التي وجد فيها ما يفتح شهية المطالعة ممتطيا وسيلة نقل تكون هي الأخرى مسرحا وركنا من هذه التظاهرة حتى يصل إلى المحطة الوجهة أين تقدّم له بمجرد النزول وجبة ثقافية أخرى لا تقل دسامة. وتتنوع أركان وأنشطة هذه التظاهرة وتتعدد، ومن بين الأركان القارة في كل محطة ركن اقرأ وفكّر وأيضا ركن اقرأ وارسم وكذلك ركن المطالعة على عين المكان، كما تحرص اللجنة المنظمة على أن تقدّم للمسافر معلومات واحصائيات حول أسطول المكتبات بكل جهة ورصدها وكيفية الانخراط بها سواء عبر معارض وثائقية أو باستعمال القرص المضغوط أو عبر توزيع الاستمارات. وتتخلّل فقرات البرنامج مراوحات موسيقية وشعرية وعروض مسرحية على غرار عرض الفداوي لشركة أثر تياتر للانتاج المسرحي، كما لا تخلو الدورة من ورشات للأطفال والكبار في التلوين والأشغال اليدوية والألعاب الفكرية والحكايات والرسم، وطوال اليومين يرافق الفعاليات تنشيط إذاعي تزامنا مع إعارة الكتب والدوريات.